بلدي نيوز – (خاص)
ما زال الغموض يكتنف معارك طرد تنظيم "الدولة" من دير الزور، والجهة المخولة بالقيام بذلك، على الرغم من تمكن قوات النظام والميليشيات الإيرانية بكسب جميع خطوط التماس مع التنظيم باستثناء الجهة الشمالية التي تسيطر عليها ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتخوض معارك شديدة للسيطرة على الرقة.
وتركز استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا على أمرين، وهي القضاء على تنظيم "الدولة" واحتواء إيران، ومن هنا فأن من مصالح واشنطن السيطرة عبر قوات موالية لها على محافظة دير الزور بالكامل، حيث تضمن بذلك السيطرة على أهم مورد للمال للتنظيم بسبب كثرة المواقع النفطية فيه، كما من شأنه قطع الطريق على إيران لوصل طريق طهران بدمشق عبر بغداد.
لكن المعارك اليوم تجري بصف النظام وإيران في دير الزور، حيث باتت قواتهما تبعد عن مدينة البوكمال ٨٠ كم وعن مركز مدينة دير الزور ١٠٥، بعد تقدمها في البادية الأسبوع الماضي، رغم قصف واشنطن لقوافل النظام وإيران في البادية عدة مرات، وتبع ذلك ترحيب من قبل قيادة التحالف الدولي، وأعلنت أنها لا تمانع من تقدم أي قوات على حساب تنظيم "الدولة" حتى لو كانت قوات النظام.
بالرغم من ذلك الترحيب إلى أنه سُجل خمسة حوادث في آخر ١٠ أيام بين قوات التحالف الذي تقوده أمريكا وقوات النظام مدعومة بميليشيات إيران، وهو الأمر الذي يظهر سباقاً بين الجانبين عل قتال التنظيم وتقاسم تركته.
وقال مصدر غربي خاص إن أعضاء في الكونغرس الأمريكي لم يعجبهم ترك محافظة دير الزور للنفوذ الإيراني، واعتبروه مخالفا لاستراتيجية واشنطن في احتوائها، وطالبوا البنتاغون وجنرالاته باستعادة دورها في معارك دير الزور.
وأضاف المصدر في تصريح خاص لـبلدي نيوز أن دير الزور منطقة نفوذ مهمة ولن تتركها واشنطن، لافتاً إلى أن ذلك سيتم بحثه مع الجانب الروسي في الأيام القادمة.
وفي هذه الأثناء يسعى النظام إلى تطويق البادية السورية من كل الجهات، ونجح بذلك بالفعل ما عدا المنطقة الشمالية التي يحاول قطع الطريق فيها على قوات "قسد"، وسيطر مؤخراً على مدينة الرصافة الاستراتيجية والمحاذية لمدينة الطبقة.
وقالت وسائل إعلام أمريكية أمس الخميس نقلاً عن مصادر لم تكشفها بأن السفن والطائرات الحربية الأمريكية في الشرق الأوسط قد اتخذت وضع الاستعداد للقيام بضربة محتملة ضد النظام في سوريا، منتظرة أوامر الرئيس الأمريكي تنفيذ الهجوم.
ووفقا لوسائل الإعلام، فإن الجيش الأمريكي يراقب قاعدة الشعيرات الجوية، وذلك بعد أن صرحت واشنطن بأنه من المحتمل أن ينطلق من خلالها هجوم كيماوي. وصرح وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، بأن النظام "تعامل بجدية مع التحذيرات الأمريكية" وأعاد النظر في فكرة الهجوم الكيماوي.
وكان البيت الأبيض قال، الاثنين الماضي، أن النظام يعد لهجوم كيماوي صاروخي، ووعد حينها بأنه "سيدفع ثمنا باهظا" إذا ما حدث الهجوم.
وأرجع المحلل السياسي السوري عبد الناصر العايد تجهيز واشنطن لضرب النظام إلى أنها تريد السيطرة على محافظة دير الزور، وقال في صفحته على موقع "فيس بوك" إن "تعيين المجرم رفيق شحادة قائداً لقوات النظام في المنطقة الشرقية وهو أحد أكثر قادة النظام تشدداً وعنفاً، وقاتل المجرم الآخر رستم غزالي، بالتزامن مع وصول تعزيزات ايرانية إلى هناك، يجعل التحذير الاميركي من استخدام النظام لسلاح كيمياوي مجدداً أمراً مفهوماً"، وأضاف "دير الزور هدف يريدونه مهما كانت الكلفة".
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية يوم الأربعاء، أن جيش النظام عيّن اللواء رفيق شحادة مسؤولاً عسكرياً لمدن (دير الزور، الحسكة، الرقة) لإدارة قواته هناك. وجاء تعيين "شحادة" بعد إقالة اللواء الأسبق "موفق الأسعد".