بلدي نيوز – (عمر حاج حسين)
يطلّ عيد الفطر مجدداً على خيام اللاجئين السوريين والمغتربين خارج البلاد باردا رغم حرارة الطقس، حيث استقبله اللاجئون بوجوهٍ تتصنع الفرح وكأنه ضيف ثقيل فارغ اليدين، لا يحمل معه كعكاً ولا خبزاً، فهم يعيشون تحت حصار الحياة ووجع الغربة وسيف الحرب المسلط على رؤوسهم.
ويتواجد اليوم على الأراضي التركية ما يزيد عن ثلاثة ملايين لاجئ سوري، يتوزّعون على 24 مخيماً ضمن ثماني محافظات تركية وفي المدن الرئيسة، حيث بلغ عدد الذين غادروا الأراضي التركية إلى الداخل السوري لقضاء فترة العيد نحو 150 ألف لاجئ سوري خلال فترة السماح التي حدّدتها الحكومة التركية في الآونة الأخيرة.
يقول "نجم الدين النجم" وهو لاجئ سوري من مدينة الرقة يقيم في تركيا، متحدثا عن العيد وهو بعيد عن بيته وأهله: "إنه العيد الثالث هنا، أفتقد إخوتي وأهلي، لكن الذي يُحزنني أكثر أنني لم أعش طقوس العيد الذي تربيت عليه منذ صغري، حيث أحاول أن أخلق طقوساً تليق بعيدنا الجميل، بينما أشعر تارةً بالفرح وتارةً بالحزن والفشل".
وأضاف "نجم": "حالنا كحال أغلبِ الأسر السورية اللاجئة، فالعمل أولاً والعمل ثانياً وأخيراً لدفع إيجار المنزل وفواتير الغاز والماء والكهرباء، لا يشترك معهم الفرح وأنا بعيدٌ عن وطني".
وعلى جانب الصورة الأكثر قتامة، ومن أحد مخيمات اللجوء الذي يكتظّ بآلاف النازحين من جميع المحافظات السورية والتي هجّرها وحشية نظام الأسد وإجرام تنظيم "الدولة"، يتحدث "لؤي قسوم"وهو نازح من مدينة طيبة الإمام قائلا: "كم كنت أتمنى أن أقضي هذا العيد في منزلي الذي دمرته طائرات روسيا، وأعيّد على أقاربي وأحبابي، لكن صواريخ الأسد أيضا قد أخذت كل من أحببته ومعظم أقربائي".
وأضاف "قسوم": "أعيش على ضوء أمل يعيدني إلى منزلي فلا أرى حولي هنا في المخيمات سوى الحزن والقهر يخيم على جميع قاطنيها".
لكن ثمة فرحة ولحظات سعادة في أحد المخيمات الحدودية التركية في بلدة أطمة، فأمام بعض المخيمات المجاورة ينصب بعض أصحاب الرزق البسيط مراجيح وألعاباً خاصة بالأطفال كل عام وعلى الرغم من صعوبة الوضع المعيشي، ليرسموا شيئاً من الأمل على وجوه أطفال النازحين.
الجدير ذكره أن حرب الأسد وروسيا وإيران على الشعب السوري دفعت ملايين السكان إلى اللجوء لدول الجوار كتركيا منذ سنة 2011، كما أجبرت الحرب الملايين من السكان على النزوح للمخيمات الواقعة على الحدود السورية ليمضي العمر بهم بعيدين عن بيوتهم وأحبابهم.