بلدي نيوز – (مصعب الأشقر)
أبدى ناشطون استغرابهم من صمت وعدم إبداء الفصائل العسكرية المعارضة أي ردة فعل إزاء زيارة رأس النظام "بشار الأسد" إلى مدينة حماة والصلاة فيها خلال عيد الفطر، ومن ثم ظهوره بمنطقة الغاب وزيارته لعدد من الفعاليات ومنازل الشبيحة هناك، وعدم التعامل عسكريا أو أمنيا معها.
الخبير في القانون الدولي المحامي "عبد الناصر حوشان" قال لبلدي نيوز إن" بشار الأسد قصد من زيارته الأخيرة توجيه عدة رسائل للمعارضة السورية بشقيها العسكري والسياسي من جهة، وللحاضنة الموالية لنظامه من جهة أخرى، حيث تتلخص رسائله لمؤيديه برفع معنوياتهم وتأكيده أنه باقٍ وقادر على حمايتهم".
وأضاف "حوشان" أن "صلاة الأسد بحماة حملت دلالات هامة للرأي العالمي والمحلي بأنه استطاع الانتصار على الإرهاب، والقضاء على الثورة في مدينة شهدت أكبر عدد للمتظاهرين في سوريا، دون أي يعكر تلك الزيارة والصلاة أي طارئ".
كما نوه "حوشان" إلى أن "الأسد أراد من صلاته في مدينة حماة شق الصف بين الريف والمدينة من خلال تكريس صورة الأخيرة الآمنة التي قبلت بوجود النظام مقابل سلامة حجارتها، بينما تم تدمير الريف الثائر الذي لم يقتدِ بها فكان مصيره الدمار والقتل ثمنا للثورة وعدم الرضوخ لنظام المعتوه".
ورأى أن "الأسد استغل المناخ الدولي في هذه الفترة ولاسيما تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة حيث ظهر بأخطر منطقة ليقول للعالم أنا الأقوى ولا يوجد لي بديل".
من جهته، قال الناشط الإعلامي "محمد العبد الله": "الأسد أكد من خلال صلاته بحماة أولا بأن تلك المدينة التي حاول الثوار الوصول لها عدة مرات ستبقى بقبضة قواته ولن يستطيع أحد دخولها غير مؤسساته الأمنية".
وأضاف بأن "الهدف الأبرز من زيارته لمنطقة مصياف هو رفع معنويات مؤيديه في أكبر خزان بشري يمد نظام الأسد والشبيحة وقطعان الفروع الأمنية، حيث حاول الأسد من زيارته كسب أكبر عدد ممكن من أبناء تلك المناطق في قواته حيث لا زالت منطقتا مصياف وسلحب أكبر المتبرعين بأرواح أبنائهم فداء للأسد وأسرته".
وأشار العبد الله إلى أن "الجهاز الأمني والاستخباراتي للفصائل الثورية فاشل إلى حد ما، حيث إن تلك الفصائل غير قادرة على حماية مقراتها من هجمات اللصوص لتعلم بزيارة المجرم إلى أقرب نقطة على مدفعيتها".
وكان رأس النظام السوري قد أدى صلاة العيد بجامع النوري بمدينة حماة، ومن ثم ظهر تباعا في عدة مناطق غرب مدينة حماة، أبرزها نهر البارد ومصياف، حيث عمد إلى زيارة جرحى وفاقدي أطراف بحروب خاضوها فداء لكرسيه.