بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
تطفو إلى الواجهة من جديد خلافات حادة بين الميليشيات المقاتلة إلى جانب النظام في مدينة درعا، خاصة مع حجم الخسائر بالعتاد والعناصر التي تكبدتها خلال محاولات التقدم طيلة الفترة الماضية، حيث يشارك في مدينة درعا أربع فرق عسكرية من قوات النظام، وميليشيا حزب الله اللبناني، وميليشيا ما يسمى "الدفاع الوطني"، وميليشيات عراقية وفلسطينية، والحرس الثوري الإيراني وميليشيا "فاطميون" الأفغانية، ولكل من الميليشيات السابق ذكرها قيادة مستقلة عن الأخرى.
وتزداد وتيرة تراشق الاتهامات بالخيانة والتخاذل بين تلك القوى، بعد تعرضها لخسائر كبير جدا دون تمكنها من تحقيق أي تقدم منذ أربعة شهور وحتى اليوم، حيث بررت العديد من صفحات النظام فشل هجوم الفرقة الخامسة التابعة للنظام على كتيبة الدفاع الجوي جنوب غرب درعا منذ يومين، بعدم التنسيق مع باقي الجبهات في درعا، ووجود خيانة من بعض القيادات.
وبالرجوع إلى بداية "معركة الموت ولا المذلة"، عزت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية خسائر جيش النظام في درعا بالرغم من الدعم الجوي الروسي، إلى عدم وجود قيادة مركزية بين تلك القوى الميليشاوية، بالإضافة إلى استلام عناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني زمام الأمور هناك، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من ضباط النظام مطالبين بقيادة وطنية للمعركة حينها.
محاولات رأب الصدع تعود مجددا بعد فشل الهجوم على كتيبة الدفاع الجوي من جهة، ومحور شرق المخيم من جهة أخرى، لتعود القناة المركزية وتنشر كلاما يتضمن اعترافا من حميميم بأن سبب الفشل في هجوم على درعا هو "سوء التنسيق القتالي بين الفرق العسكرية الموجودة على الأرض لعدم وجود قيادة موحدة"، مما يدل على أن من يقاتل في درعا ليس فرقا عسكرية وعناصر للنظام وإنما مجموعات مرتزقة متفرقة القيادة هناك.
وبثت غرفة عمليات البنيان المرصوص أمس الأربعاء، تسجيلا مصورا تضمّن اعترافات لبعض أسرى جيش النظام، تحدثوا فيه عن سوء التنسيق القتالي بين حلفاء النظام في درعا، وعن كيفية استهتار حزب الله بأرواح عناصر النظام بإدخالهم في معارك دون أي إسناد أو دعم أو حتى خطوط انسحاب، الأمر الذي يدل على تفكك البنية العسكرية للنظام في درعا بفعل خساراته المتتالية وتخبطه المستمر.