بلدي نيوز - (نجم الدين النجم)
أسقطت طائرة حربية للتحالف الدولي من طراز "إف/أيه-18ئي سوبر هورنيت"، طائرة حربية تابعة لقوات النظام، أمس الأحد، قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، في تصعيد ملحوظ للولايات المتحدة الأمريكية ضد النظام وحلفائه الروس والإيرانيين.
وأوضحت القيادة المركزية الأمريكية، "أن طائرة تابعة للجيش السوري من طراز سوخوي-22 أسقطت قنابل قرب قوات تدعمها الولايات المتحدة واستهدفتها على الفور طائرة أمريكية".
وأشارت إلى أنه وقبل إسقاط الطائرة تواصل التحالف مع نظرائه الروس عبر الهاتف من خلال خطة لمنع التصعيد ووقف إطلاق النار.
ولفت البيان إلى إن التحالف "لا يسعى إلى قتال النظام السوري والقوات الروسية الموالية للنظام"، لكنه "لن يتردد في الدفاع عن نفسه أو القوات الشريكة من أي تهديد".
من جانبه، قال المتحدث باسم ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" العميد "طلال سلو" اليوم الاثنين، "بعد أن أطلقنا المعركة الكبرى لتحرير مدينة الرقة، وبعد أن تقدمنا بشكل ممتاز، وحررنا العديد من الأحياء، عمدت قوات النظام ومنذ ١٧ حزيران ٢٠١٧، إلى شن هجمات واسعة النطاق استخدمت فيها الطائرات والمدفعية والدبابات على المناطق التي حررتها قواتنا"، وأكد أن "هدف هجمات النظام المتكررة ضد قواتنا هو إجهاض عملية تحرير مدينة الرقة".
بعد سيطرة قوات النظام برفقة الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية، على مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي، سارعت إلى توسيع مناطق سيطرتها، بالتقدم باتجاه ريف الرقة الغربي المتصل جغرافياً مع مناطق ريف حلب الشرقي، واستطاعت قوات النظام السيطرة على عدة قرى وبلدات، انسحب منها عناصر تنظيم "الدولة" كان آخرها بلدة "العيساوي"، لتصبح قوات النظام على تخوم منطقة الرصافة.
تقدم قوات النظام وميليشياته في مناطق ريف الرقة الغربي، كان تحت مرأى التحالف الدولي وحلفائه على الأرض، ما أعطى انطباعاً للكثيرين وخصوصاً أهالي وسكان مدينة الرقة، أن قوات النظام ستشارك في عملية السيطرة على مدينتهم، لتستلمها في نهاية المطاف، إلا أن إسقاط التحالف الدولي للمقاتلة التابعة للنظام، طرح عدة تساؤلات عما تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية في محافظة الرقة.
توزيع الأدوار
وحول هذا الموضوع، يرى المحلل العسكري في بلدي نيوز "راني الجابر" إن "اسقاط التحالف لطائرة النظام لا يعدو كونه حدثاً ضمن عملية رسم حدود مناطق صلاحية النظام والعمق الجغرافي الذي يمكن أن يتوغل فيه، فالرقة حددت أمريكا أنها من حصة ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية، ولا يبدو أنها سمحت للنظام بعد بالمشاركة في معركتها".
وأكد "الجابر" أن "الرسائل السياسية والعسكرية مترابطة بين السماح للميليشيات الإيرانية بالوصول لحدود العراق وفي نفس الوقت منعها من التقدم باتجاه الرقة، إذاً هي عملية رسم لحدود نفوذ كل قوة، تقوم بها أمريكا تحديداً، فهي التي أسقطت طائرة النظام وهي التي توزع الأدوار في المنطقة عموماً.
وعند سؤاله حول توافر نية لدى الولايات المتحدة الأمريكية وميليشيات "قسد" لطرد قوات النظام من المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً داخل الحدود الإدارية لمدينة الرقة في الجهة الغربية، يقول "الجابر" إن "الحدود الإدارية لا وجود لها في الذهنية الأمريكية لرسم النفوذ، فالأهمية الاستراتيجية لأي بقعة في ريف الرقة الغربي، هي من تحدد لمن ستكون"، وأضاف "ليس من الضروري أن تُمنح محافظة الرقة بحدودها الإدارية كاملة لميليشيات قسد، بل ربما ستكون مناطق تابعة لها من حصة جهة أُخرى".
رسم مناطق نفوذ أمريكية
يقول الناشط "أيهم الأحمد" في حديث لبلدي نيوز "النظام وميليشياته الطائفية لن يكون لهم دوراً في قادم الأيام، فيما يخص مناطق الشمال السوري، ومن الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية ترسم مناطق نفوذها في هذه المناطق بالقلم والنار".
وأضاف الأحمد "تقدم أميركا كل هذا الدعم وتبذل كل هذا الجهد لطرد داعش من المنطقة، وهذا لن يكون مجانيا، فلن تمنح الولايات المتحدة شبراً سيطرت عليه للنظام وحليفه الروسي، فهي لديها مخطط مستقبلي، تكون فيه وحدها من يأمر وينهي ويعقد الصفقات".
وتخوض الولايات المتحدة الأمريكية معركة عنيفة برفقة ميليشيات "قسد"، في مدينة الرقة، التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" وتسعى "قسد" لضم الرقة إلى مشروع الفيدرالية الذي تدعمه الولايات المتحدة، على غرار إقليم كردستان في العراق.