بلدي نيوز - دير الزور (نجم الدين النجم)
مع اشتداد حدة المعارك التي يخوضها تنظيم "الدولة" في مدينتي الموصل والرقة، أكبر وأهم معاقله في العراق وسوريا، أصبحت محافظة ديرالزور مسرحاً لتحركات التنظيم، وقاعدته الرئيسية التي تجتمع فيها كل قواه العسكرية والبشرية والاقتصادية.
وأفادت مصادر إعلامية محلية أن تنظيم "الدولة" نقل منذ أسابيع قليلة جميع مخازن الأموال إلى مدينة دير الزور، عقب وصول مجموعات كثيرة من عناصر التنظيم برفقة عائلاتهم، إلى مناطق ريف دير الزور الشرقي.
ويسعى التنظيم لاتخاذ مدينة دير الزور معقلاً جديداً له، بعد إفراغه معظم مخازن الحبوب والأدوية والمواد التموينية في مدينة الرقة، ونقلها إلى دير الزور أيضاً، كما نقل التنظيم في وقت معظم التجهيزات الطبية من مستشفيات الرقة، إلى مناطق سيطرته في ديرالزور، برفقة مجموعات كبيرة من مقاتليه الأجانب.
ورغم أن مدينتي الموصل والرقة تتصدران المشهد العالمي في عملية الحرب على التنظيم، التي تشرف عليها بشكل مباشر قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، بمساعدة حلفائها على الأرض، إلا أن صراعاً كبيراً يدور في مدينة دير الزور بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية المساندة له من جهة، وعناصر تنظيم "الدولة" من جهة أُخرى، حيث يبذل التنظيم طاقة كبيرة رغم الدعم الروسي المقدم لقوات النظام، حيث يسعى التنظيم لتركيز قواه في مدينة دير الزور بغية السيطرة عليها كاملة.
بموازاة ذلك، فرض التنظيم يوم أمس على محال الصرافة المرخصة من قبله في مناطق سيطرته في دير الزور وأريافها، التعامل بالدنانير والدراهم التي صكها ديوان النقد التابع له، كما أمر بسحب العملة السورية وجميع العملات الأجنبية من التداول العام، كما شن عناصره حملة مصادرات لمئات المنازل والأبنية السكنية التي لا يتواجد صاحب سند مليكتها فيها، وقدمها لمقاتليه الأجانب وعائلاتهم القادمين من الموصل والرقة، سعياً لترسيخ سيطرته الاقتصادية والبشرية على المدينة، وتثبيت أقدامه في المنطقة.
وتشهد أرياف دير الزور، صراعاً مشابهاً بين التنظيم وقوات التحالف الدولي، التي تشن طائراتها غارات يومية على مناطق سيطرة "الدولة" ومقراته، خصوصاً قرب منابع النفط التي مازال يسيطر عليها حتى اللحظة، بيد أن توتراً كبيراً تشهده مناطق دير الزور الشرقي، بعد عدة إنزالات جوية نفذتها قوات التحالف، والتي سحبت خلالها عدة عناصر وقياديين تابعين لتنظيم "الدولة" والذين اتهمهم التنظيم فيما بعد بأنهم "عملاء وجواسيس".
