بلدي نيوز – (عبد الكريم الحلبي)
منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011 م اعتمد نظام الأسد سياسة القمع المباشر بالاعتماد على فروع الأمن والشرطة والأجهزة السرية، وبدأت شعلة الثورة تكبر بكل المحافظات وامتدت إلى مدينة حلب، وكان الرد عنيفاً بأن استدعى النظام جميع أصحاب السوابق من مخدرات وسرقة وقتل واتفق معهم على قمع المتظاهرين.
شكل النظام من هؤلاء المجرمين مجموعات وكتائب، وكان من أبرز قادة تلك المجموعات المهندس الفلسطيني "محمد أحمد سعيد" وهو مهندس ومقاول بناء يعمل في التعهدات قبل الثورة وعلى علاقة جيدة بضباط المخابرات الجوية، فهم شركاء في تجارة العقارات وخاصة في السكن العشوائي، فقام سعيد بتشكيل "لواء القدس" وهو لواء شبيحة يعمل بشكل منتظم، وتشرف عليه المخابرات الجوية.
استغل سعيد هذا الاسم ورمزية مدينة القدس؛ وبدأ بتجميع الشباب الفلسطيني، بحجة المقاومة والممانعة وزجهم في هذا اللواء، وقام بجذب الشباب الفلسطيني من الداخل ومن خارج سوريا وخاصة من ليبيا، وعمل على تأمين تسهيلات واستطاع جذب الشباب للعمل حتى بلغ تعداد عناصره المئات؛ ثم تم تزويد اللواء بالمال والسلاح بشكل كبير، وإعطائهم صلاحية من قتل مباشر دون رقيب أو حسيب.
ومع شرعنة عمل لواء القدس التشبيحي؛ أشرف عليه اللواء "أديب سلامة" رئيس فرع المخابرات الجوية، وكان يتابع معه العقيد "صاع البسبيس" والعقيد "بيطار" والرائد "ماهر" وقاموا بتقسيم اللواء إلى كتائب وقطاعات وهي "قطاع مخيم النيرب - كتيبة القمصان السود - كتيبة الشبح الأسود - كتيبة المهام الخاصة - قطاع مخيم حندرات - كتيبة شباب الأرض".
ومن مهام هذا اللواء "ضرب المتظاهرين ضد نظام الأسد في كل مكان، وإلقاء القبض على جميع المطلوبين، وتشكيل مجموعة من الشباب الفلسطيني في دمشق وتعيين قائد ميداني وتنظيم التعاون بينهما".
ومع توسع أعمال "لواء القدس" في القمع والقتل، عُقد لقاء بين قائد اللواء "أحمد سعيد" وزعيم ميليشيا حزب الله "حسن نصرالله" في دمشق، واتخذ قرار بأن يكون لواء القدس جزءاً من "المقاومة في حزب الله" ويكون هو "حزب الله السوري"، وتعهد "حسن نصرالله" بكل الدعم والإمكانات المادية والمعنوية وتسهيل عبور المقاتلين الفلسطينيين من لبنان إلى سوريا، وخاصة المجموعات القادمة من ليبيا ومصر.
ثم تم تأمين لقاء بين قادة المليشيات العراقية والإيرانية مع "محمد سعيد" عن طريق المخابرات الجوية واتفقوا على تنظيم التعاون والعمل العسكري في حلب.
وبعد مضي عام على الثورة أصبح تعداد اللواء قرابة ٨٠٠ شبيح، وبعد انتقال الثورة إلى العمل المسلح ودخول الجيش الحر مدينة حلب وتحرير بعض الأحياء، دخل "لواء القدس" الصراع المسلح ضد الثوار لصالح النظام.
وقام النظام بتقديم (١٠) سيارات "بيك آب دفع رباعي" من كلية التسليح من الفرقة الجوالة وعدد كبير من الأسلحة والذخائر لصالح "لواء القدس"، حيث أخذ اللواء على عاتقه حماية مطار النيرب العسكري، وكان يقود هذا القطاع الملقب "أبو مصطفى"، في حين تم تسليم قطاعات السليمانية والجابرية والأحياء الشرقية لكتيبة الشيشان ومجموعة "رامي" وهو من الطائفة المسيحية.
أبرز الخدمات الإجرامية التي قام قدمها "لواء القدس" لنظام الأسد وإيران هي إلقاء القبض على أكثر من 4 آلاف مطلوب من شباب الثورة وتقديمهم للنظام، وأيضا القبض على /٤٢٠/ فلسطينياً مطلوباً للنظام ومتضامن مع الثورة وتقديمهم للنظام، ومنع سقوط مطار النيرب العسكري بيد الثوار، ويسجل هذا كأبرز إنجاز له في حلب فلو سقط المطار تغيرت المعادلة كلها.
كما قام "لواء القدس" باستعادة مشفى الكندي وفك الحصار عن سجن حلب بعد مادام /١٦/ شهراً، وكان هو يقود المعارك، ثم إعادة احتلال مخيم حندرات، وكذلك معمل الشيخ السعيد بالتعاون مع النظام والروس.
و"للواء القدس" تاريخ حافل بتعفيش وسلب منازل المدنيين، حيث قام بسرقة جميع البيوت والمحلات العائدة لأهالي النيرب وحندرات الذين رفضوا القتال بجانب النظام.
كما اعتقل عشرات الشباب السوريين من القرى المجاورة لمخيم النيرب وسحبهم للعمل العسكري بقوة السلاح، فقد قام باعتقال /٥٢٠/ طالباً جامعياً خلال عام ٢٠١٢وقسم منهم اعتقل أو قتل أو ما زال مجهول المصير.
لذلك يعتبر "لواء القدس" أحد أذرع الموت في سوريا، وله سجل أسود في قتل الشعب السوري وهي من الأسباب التي جعلت النظام يعتمد عليه، فيما بلغت أعداد قتلى "لواء القدس" منذ اندلاع العمل العسكري /٦٢٠/ قتيلاً وأكثر من ٢٠٠ جريح.