عملية إيران الجوية "الأكبر في التاريخ".. هل تستطيع تنفيذها؟ - It's Over 9000!

عملية إيران الجوية "الأكبر في التاريخ".. هل تستطيع تنفيذها؟

بلدي نيوز-(المحرر العسكري)

هددت إيران وتوعدت أنها سوف تنفذ أكبر عملية جوية في "التاريخ البشري" ضد تنظيم "الدولة" منذ الحرب الإيرانية التي خاضتها ضد العراق والتي منيت فيها بهزيمة كبرى (تجرع الخميني إثرها السم على حد تعبيره)، والتي تسببت بتأخير مشروعها التوسعي قرابة ثلاثة عقود من الزمن، والذي تنفذه الآن عبر الدعم الغربي المباشر وغير المباشر، لتكون القوة الرئيسية التي تساهم في تشكيل المنطقة والعمل على تفتيتها والعمل على إعادة توزيع الأعراق والكتل الطائفية في المنطقة، بحيث تصبح منطقة أكثر تطويعا وقدرة على تقبل السيطرة الأجنبية، والعمل على جعلها فارغة من العنصر العربي والتركماني السني، الذي يعتبر العنصر الأكثر مقاومة للعمليات العسكرية القادمة من ما وراء الحدود، وإبدالها بالميليشيات الشيعية القادمة من مجاهل إيران وافغانستان.

بالنسبة للعملية الجوية الإيرانية فهي يمكن تصنيفها ضمن الكوميديا السياسية، أو ضمن عمليات التهريج السياسي حرفيا، فالمعضلة التي سوف تواجه إيران هي أنها لا تمتلك طائرات قادرة على تنفيذ عمليات ضخمة في سوريا، لأسباب تقنية بحتة أولها نقص عدد الطائرات لديها، فمثلا نظام الأسد بدأ الحرب في سوريا بقرابة 900 طائرة متعددة، وهو الآن لا يملك سوى العشرات من الطائرات في الخدمة الفعلية، أما بالنسبة لإيران، فقد هددت باستخدام ما لا يزيد عن 100 طائرة، معظمها منسق في بلد الصنع، وغير مؤهل للاستخدام الطويل الأمد (إيران ما تزال تشغل مثلا طائرات F14 أمريكية الصنع المنسقة من كل دول العالم ).
فإيران تواجه عقوبات منعتها من الحصول على طائرات، ما يجعل كل طائراتها تعود لفترة الحرب العراقية الايرانية، وبعض الطائرات التي حصلت عليها من العراق، ما يعني أن الضربة الجوية الايرانية "الضخمة" كرد على العملية على قبر الخميني والبرلمان الايراني غير ممكنة من وجهة نظر تقنية (انطلاقا من ايران بطائرات إيرانية)، فطائراتها سوف تستهلك بشكل مرعب لو قررت أن تنفذ ذلك، فهي سوف تجبر على الطيران لمسافات تتجاوز 1500 إلى 2000 كم كل طلعة على الأقل، ما يعني أنها سوف تتعرض لساعات تشغيل طويلة، ولن تكون قادرة على الطيران بحمولة كاملة، ما يجعل من فائدتها شبه معدومة، خصوصاً أنها لن تستطيع القيام بزخم من الغارات، فهي ستحتاج لساعات صيانة طويلة بعد كل غارة، ما يجعل العدد الكلي للغارات التي ستستطيع هذه الطائرات تنفيذها لا يتجاوز العشرات كل يوم، ما يخفض كثيرا من قيمتها (نظام الأسد يستخدم الطائرات بطريقة حذرة من ناحية المديات والاستخدام، فعادة لا تنفذ الطائرات غارات على مناطق أبعد من 150 كم، في حين تنوي إيران إرسال طائراتها لمديات تتجاوز 1500 كم).
الحل الثاني الذي قد تنفذه إيران لتحقيق وعدها، هو تنفيذ الضربات من مطارات النظام، وهو أمر لا يمكن أن يتم بدون موافقة أمريكية-روسية على الموضوع، فأمريكا هي قائدة التحالف وهي المسير للطلعات الجوية عموما في المنطقة، ولن تستطيع أي طائرات المشاركة في حفلة القصف المستمر بدون الموافقة الأمريكية.

أما بالنسبة للطائرات التي قد تشارك من قبل إيران، فهي لن تشكل خطرا حقيقيا على الطائرات الامريكية، فهي أقدم بعقود ومتخلفة وأعدادها قليلة ولا يمتلك الطيارون الايرانيون أي خبرة قتالية، وهي غير مخصصة أصلا للمعارك الجوية، ما يعني أن لا يوجد مشاكل في استخدامها.

مقالات ذات صلة

بيدرسون يؤكد على ضرورة التهدئة الإقليمية مخافة امتداد التصعيد إلى سوريا

السعودية تتبرع بنحو 4 ملايين دولار للصحة العالمية لدعم القطاع الصحي شمال غرب سوريا

شهداء وجرحى بقصف النظام على مدينة الباب شرق حلب

تدريبات مشتركة بين قوات التحالف و "الجيش الحر" في التنف

صحيفة بريطانية: في ظل الضعف الإيراني الأسد يعتمد على روسيا والدول العربية لبقائه على كرسي الحكم

وزير الخارجية التركي يتوقع تسوية امريكية في سوريا إن تم تجميد الحرب في أوكرانيا