هل تستطيع إيران مواجهة التحالف في الصحراء السورية؟ - It's Over 9000!

هل تستطيع إيران مواجهة التحالف في الصحراء السورية؟

بلدي نيوز-(المحرر العسكري)

تتسبب التحركات والتحشدات المختلفة الأطراف في منطقة التنف والبادية السورية عموماً بالكثير من اللغط، والحديث والكلام والتحليلات التي تتحدث عن احتمالية صدام بين إيران وميليشياتها بدعم روسي ضد التحالف الدولي المقاد أمريكياً، بهدف السيطرة على المنطقة والتي تسعى جميع الاطراف للسيطرة عليها، بسبب اهميتها الاستراتيجية وضرورتها لجميع الخطط التي تسعى لها جميع الاطراف في المنطقة.
جميع التحليليات تتوقع وتتحدث عن "مواجهة" إيرانية أمريكية مرتقبة في المنطقة، وتؤكد هذه التحليلات أن إيران تسعى لانتزاع المنطقة من يد أمريكا "بالقوة" وما إلى هنالك.

لكن مجرد النظر لميزان القوى الموجود في المنطقة على المستوى العسكري فقط، يمكننا من القول أن أي تحليل أو كلام عن مواجهة أمريكية إيرانية أو سعي إيراني للسيطرة على مواقع ما بالقوة ، هي أمور تجانب الواقع أو المنطقية في الكثير من النقاط، ليس أولها أن القدرة العسكرية الأمريكية في أي صراع تقليدي قادرة على سحق معظم جيوش العالم التقليدية (في معركة تقليدية لا يستخدم فيها السلاح النووي)، فأمريكا تمتلك التفوق العسكري الحاسم ضد جميع أطراف الصراع في الشرق الأوسط، وهي تتفوق عسكريا وتقنيا على روسيا (الأقوى في المنطقة) بمراحل ولا يمكن بشكل مقارنتها من ناحية حجم ونوعية العتاد بأي قوة في العالم، فضلا عن تفوقها العسكري الغير قابل للمناقشة على إيران (بعض الدراسات تحدثت عن قدرة أمريكا على سحق القوى الجوية والدفاع الجوي والقوى البحرية الايرانية خلال أسبوعين في حال فكرت بإغلاق مضيق باب السلام على مدخل الخليج العربي) .
فضلا عن أن الميليشيات التي تنشرها إيران في سوريا غير مجهزة بأي شكل من أشكال منظومات الدفاع الجوي، ما يعني أنها ستكون في وضع تعيس جداً، فهي غير مؤهلة للعمل بدو إسناد ناري وجوي كثيفين، وفي حال تعرضت لضربات جوية فهي ستنهار خلال ساعات في أي جبهة.

فهذه الميليشيات غير مؤهلة للعمل تحت قصف جوي معادي، وهي غير مؤهلة عسكريا ونفسيا لمثل هذه المواجهات (دمر رتل من 15 عربة ودبابة خلال دقائق من قبل طائرات التحالف في الصحراء السورية، الأمر الذي يعتبر تهديداً بمصير مشابه لأي قوات تتقدم)، ثم دمر ما يفوق 15 آلية أخرى بين عربة شيلكا ومدفع ذاتي الحركة والكثير من السيارات في الضربة الجوية الأخيرة البارحة على قوات النظام والميليشيات الشيعية، بدون أن يكون لدى تلك الميليشيات أي فرصة للرد، (أو حتى الهرب).
ما يجعل من أي محاولة إيرانية للمواجهة مع الأمريكان في محيط التنف (التي تعتبر صحراء لا وجود لأي مناطق حضرية أو غابات تساعد على التخفي أو التستر أو الدفاع) عبارة عن مجزرة لقواتها في الصحراء بدون أي فائدة، بل ستعتبر إحراجاً كبيراً لها، وهزيمة محققة لن تجازف كثيراً بالدخول فيها.
إيران التي تدرك حجمها الحقيقي، وتدرك أنها لا تستطيع المسير لمتر واحد في أي نقطة من سوريا والعراق بدون الموافقة والقبول الأمريكي، تستخدم كما أسلفنا أهميتها في المعركة ضد التنظيم (فهي تقود قرابة 250 ألف عنصر في العراق وسوريا من الميليشيات الشيعية والجيش العراقي والذين لا يوجد قوة قادة على تأمين بديل لهم في المنطقة)، للتفاوض مع الامريكان بدعم روسي، فهي تسعى للحصول على أجزاء من الكعكة السورية، التي تهمها حاليا، وهي المرر المهم استراتيجيا لها بين العراق و دمشق، ما يجعلها تسعى لفعل الكثير من أجل ذلك، ولكنها لا تستطيع فعل أي شيء بدون موافقة الأمريكان، وهي تصعد في موضوع الخلاف مع الامريكان في الصحراء السورية للتغطية على أي اتفاقيات قد تحدث معهم، فمن وجهة نظر أخرى لا يمكن لأمريكا القول أنها تراجعت أمام إيران في الصحراء السورية، فهو أمري مشين جداً بالنسبة له، لكن الوقائع على الأرض تتحدث أن التحالف يجبر الايرانيين على سلك طريق معين يفيد التحالف في معركته القادمة في شرقي سوريا، ويساهم في استنزاف إيران قبل تسليمها لحصتها من الكعكة السورية.

مقالات ذات صلة

ما المواقع التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية في حلب؟

بخصوص الركبان.. رسالة من الائتلاف الوطني إلى الأمم المتحدة

شركة“روساتوم آر دي إس” (Rusatom RDS) الروسية ستبدأ توريد معدات غسيل الكلى إلى سوريا

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية