بلدي نيوز - ريف دمشق (محمد أنس)
تدخل بلدة الهامة شهرها الخامس من الحصار المستمر من قبل قوات النظام، وهي تعاني من حصار ظالم وجائر، ولا يزال سكانها يعانون فيه من نقص شديد في المواد الغذائية والتموينية، وكذلك الأدوية وفقدان تام لمادة حليب الأطفال ليزيد من معاناة الأهالي الذين لديهم أطفال صغار.
وأكد المجلس المحلي في المدينة، أنه ومع دخول المنطقة أبواب فصل الشتاء، وافتقاد البلدة للمحروقات وخاصة مادتي المازوت والغاز ومع غلاء سعر الحطب، وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة؛ فإن مأساة حقيقية ستحل على الأهالي عند ازدياد برودة فصل الشتاء، علماً أن النسبة الأكبر من سكان بلدة الهامة تقبع تحت خط الفقر.
وكان قد أفاد المكتب الإعلامي في وقت سابق، أن قوات الأسد مستمرة في حصارها الخانق على البلدة من تاريخ منتصف شهر-يوليو من العام الجاري، حيث قامت بإغلاق كافة الحواجز ومنعت دخول وخروج المدنيين من أهالي وساكني البلدة، ما عدا موظفي النظام والطلاب الذين يرتادون المدارس الخاصة والعامة أو الجامعات.
يُذكر أن الهامة وقدسيا دخلتا في معركتين كبيرتين منذ اندلاع الثورة إحداها في يونيو/حزيران 2012 انتهت بانسحاب الجيش من البلدة، والثانية في أكتوبر/تشرين الأول 2013 عندما دخل الجيش البلدتين قبل أن يتم عقد هدنة استمرت حتى بدء الحصار الحالي.
وتعتبر منطقتا قدسيا والهامة الملاصقتان للعاصمة دمشق في الشمال الغربي من المناطق الغنية والراقية في الريف الدمشقي، إلا أن ذلك لم يعد يشفع لأكثر من نصف مليون شخص يقطنونها حاليا سواء من أبنائها أو النازحين إليها من غوطتي دمشق، حيث بدأت تمسها نيران حملة النظام المدعوم بـ حزب الله اللبناني، وذلك على الرغم من هدنة مبرمة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2013.
وكانت قد توصلت قيادة الثوار في مدينتي قدسيا والهامة في ريف دمشق الغربي، والنظام إلى اتفاق "مصالحة" في وقت سابق، عقب أيام شديدة من حصار خانق فرضته قوات النظام وميلشياته على قرابة 500 ألف مدني من أبناء هاتين المنطقتين إضافة إلى من نزحوا إليهما من غوطتي دمشق وجنوبها، إلا إن هذه الهدنة كانت كالوهم، لم يطرأ عليها أي تغير سوى زيادة في المعاناة والضغط على الأهالي واستمرار الاعتقال.