بلدي نيوز - درعا (خاص)
أثارت التعزيزات العسكرية التي دفع بها النظام وحلفاؤه إلى مدينة درعا خلال اليومين الماضيين، جدلاً حول ماهيتها وقدراتها على إحداث تغيير في ميزان القوة على الأرض، خصوصاً في حي المنشية الذي تكبدت فيه قوات النظام والميليشيات الداعمة لها خسائر فادحة.
وتشير مصادر مطلعة لبلدي نيوز أن النظام والميليشيات الإيرانية بدعم جوي روسي يسعون لإعادة سيناريو حلب في مدينة درعا، مستغلين وقف إطلاق النار في إطار اتفاق مناطق خفض التصعيد.
يقول "أبو بكر الحسن" وهو الناطق باسم "جيش الثورة"، "لقد تواترت الأنباء على وسائل إعلام مقربة من النظام بتوجه تعزيزات عسكرية ضخمة، بهدف إعادة احتلال حي المنشية في مدينة درعا، وهذه الأخبار تم تناقلها أيضا في الوسط الثوري المعارض للنظام".
وأشار "الحسن" في حديث لبلدي نيوز إلى أن "الحقائق على الأرض تقول إن ثوار درعا على أتم الاستعداد لأي معركة، فالمعنويات مرتفعة بعد إلحاق الهزائم المتكررة بقوات النظام والميليشيات الداعمة له، المتمرسة في حروب المدن والشوارع، ولن يشكل توافد تعزيزات عسكرية جديدة أي فرق جوهري في المعادلة العسكرية".
وأضاف الناطق باسم جيش الثورة "من الممكن جداً أن تكون هذه الأخبار غطاءً لهجمات من الممكن أن تشنها قوات النظام على بلدة إبطع أو منطقة مثلث الموت، بالتزامن مع تصعيد محتمل لداعش في حوض اليرموك".
من جانبه، أكد الناشط الإعلامي "سامر المسالمة" لبلدي نيوز أن "التعزيزات العسكرية التي أرسلها النظام قد تلقت ضربة قوية وخسائر في الأرواح والعتاد، أثناء رصدها واستهدافها في منطقة خربة الغزالة، قادمة من السويداء".
وأشار المسالمة إلى أن "الغاية من تلك الحشود العسكرية هو إشغال الثوار على جبهات درعا لخلط الأوراق، بينما الهدف الحقيقي هو ترتيب أوراق النظام وحلفاؤه في البادية السورية"، معتبراً أن "حشود قوات النظام في الجنوب هو انقلاب على ما اتفق عليه في أستانا مؤخراً، حول مناطق خفض التوتر، وهذا يعطينا دليلاً جديداً على أن هذا النظام وحليفته روسيا لا يفهمون لغة الاتفاقات بل لغة القوة".
وأكد المسالمة "إذا ما حصل وجاءت هذه الحشود للقتال؛ فأن الثوار في درعا مستعدون للمواجهة، وصد أي هجوم، خصوصاً بعد ارتفاع الروح المعنوية لديهم جراء الانتصارات المتتالية على قوات النظام والميليشيات الطائفية، رغم استخدامهم بمساعدة روسيا قوة عسكرية مفرطة".
مؤشرات كثيرة تقود إلى أن أولوية قوات النظام في هذه المرحلة هي البادية السورية، لما لها من عمق استراتيجي قادر على فتح ممر جديد للمليشيات الموالية للنظام من العراق نحو سوريا، والاستعاضة عن الرحلات الجوية التي يبدو أنها لم تعد تفي بالغرض، وفي المقابل تبدو كتائب الثور في أفضل جاهزية للمواجهة بعد تحقيقهم نتائج كبيرة على الأرض خلال الأشهر الماضية.