بلدي نيوز – (منى علي)
انتهت يوم أمس السبت اجتماعات قادة الدول السبع الكبار، التي عُقدت على مدار يومين في إيطاليا، وكانت القضية السورية حاضرة بقوة على جدول الأعمال، إلا أن البيان الذي صدر عن القمة بخصوصها جاء مخيباً للآمال، حيث لم يتطرق لإرهاب نظام الأسد وجرائمه التي تم تشبيهها بجرائم "النازية" من قبل واشنطن قبل أيام.
وفي الوقت الذي شدد فيه "القادة الكبار" على ضرورة تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في سوريا، محددين "تنظيم الدولة وجبهة النصرة (التي انضوت في هيئة تحرير الشام)"، لم يرد ذكر نظام الأسد كمجرم حرب أو داعم رئيسي للإرهاب، بل على العكس بدا البيان وكأنه يستجدي روسيا وإيران للتوسط لدى نظام الأسد والتأثير عليه لحل الأزمة، معيدين بذلك الشرعية للطرفين المسؤولين بشكل مباشر عن قتل آلاف السوريين وتشريد الملايين، إضافة إلى تخطيط وتنفيذ تغيير ديمغرافي في البلاد.
وشدد قادة مجموعة السبع، عبر بيانهم، على أنه "من المستحيل هزيمة الإرهاب في سوريا دون التوصل إلى تسوية سياسية هناك. ويجب على جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين أن يرقوا إلى مستوى مسؤولياتهم الدولية".
ودعوا في هذا الصدد "من لهم نفوذ على النظام السوري، ولا سيما روسيا وإيران، إلى أن يبذلوا قصارى جهدهم لاستخدام هذا النفوذ لوقف هذه المأساة، بدءا بتنفيذ وقف حقيقي لإطلاق النار، ووقف استخدام الأسلحة الكيميائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفوري ودون معوقات إلى جميع المحتاجين، والإفراج عن أي أشخاص محتجزين تعسفا، فضلا عن السماح بحرية الوصول إلى سجونها".
يأتي هذا الموقف بعد التصعيد الأمريكي الكبير ضد إيران ونظام الأسد، الذي تجاوز القول إلى الفعل بقصف مباشر لقوات الأسد وحلفائه أكثر من مرة، وتوجيه رسالة حاسمة لإيران في "قمة الرياض"، فهل يعود بيان السبع الكبار بالأمور خطوة إلى الوراء، ليجعل من إيران وروسيا ضامنين للحل وليسا طرفين إلى جانب الأسد في قتل الشعب السوري؟
الصحفي السوري إياد عيسى رأى أنه بالأساس لم يكن متوقعاً أن يحقق اجتماع مجموعة السبع الكبار في صقلية اختراقاً في كيفية تعاطي هؤلاء مع المسألة السورية، إذ "لا يزال الموقف الدولي يتحدث عن الحل السياسي كحل وحيد، عدا أن الحالة السورية لم تكن ضمن أولويات الاجتماع الذي تصدرت أعماله قضايا المناخ وحماية التجارة ومواجهة طموحات الصين التي تسعى لإحياء طريق الحرير التجاري".
وأضاف الصحفي "عيسى" في حديث لبلدي نيوز "عموماً مواقف هذه الدول إضافة إلى ما يسمى مجموعة أصدقاء سورية، وكذلك الدول الإقليمية المنخرطة في الصراع في سورية وعليها، جميعها بانتظار مستجدات الموقف الأمريكي، وإلى أي حد ستذهب واشنطن في مواجهتها لطموحات إيران في المنطقة، وكيف ستترجم نتائج (قمم العزم) في السعودية إلى واقع ملموس على الأرض، علماً أن مرتكز هذا المشروع هو في سورية، ولا معنى حقيقياً لأي مواجهة مع إيران ما لم تجبر الميلشيات المذهبية التابعة لها على الانسحاب من سورية، وهذا ما لن يحدث بالطرق السياسية والدبلوماسية، والجميع يعرف هذه الحقيقة لكن تم تجاهلها بالهروب إلى رفع راية الحل السياسي نزولاً عند رغبة وأوامر إدارة أوباما".
وأعرب "عيسى" عن اعتقاده بأن "أي تغير فعلي بموقف واشنطن في ظل إدارة ترامب سيتبعها بشكل تلقائي تغير جذري في مواقف الدول الأوربية ومواقف بعض الدول العربية التي لا تزال ملتبسة، وصولاً إلى تغليب الحل العسكري، وهو الوحيد الحقيقي لإنهاء المسألة السورية إذ لن يخرج بشار الأسد من السلطة إلا عبره، كما لن تتراجع إيران وروسيا عن دعمه وتغيير الوقائع على الأرض طالما بقيت الأولوية للحل السياسي الذي يشبه طبخة حصى لن تنضج أبداً".