لطالما كانت من أبرز المدن السورية بجمال طبيعتها، ومن أولى المدن التي ارتدت وشاح ثورة الحرية والكرامة، ولطالما نافست كفر نبل الشمال في لافتاتها، ها هي عروس دمشق "الزبداني" تثبت للسوريين أن بوصلتها الثورة في السلم والحرب.
منذ سنوات وطيران النظام المروحي يمطر معالمها ببراميل الموت، انتقاماً من أهلها وثوارها الذين رفضوا الدخول في مصالحة مع دعاة القتل والدمار.
عشرات الحملات العسكرية شنتها قوات النظام وباءت جميعها بالفشل، وكان في كل مرة يعود جاراً أذيال الهزيمة.
دخلت ميليشيا "حزب الله" اللبناني على الخط بعد فشل "جيش الأسد"، فكان مصيرها الفشل أمام صمود ثوار الزبداني.
فشل بشار ونصر الله، دفع إيران ومرتزقتها من "الحرس الثوري الإيراني" ولواء "فاطميون" الأفغاني إلى الواجهة، ظناً منهم أنهم الأقدر على إدارة المعركة".
ومنذ قرابة الأسبوعين وطيران الأسد المروحي والحربي لا يفارق سماء المدينة، وأرتال ميليشيا "حزب الله" القادمة من خلف الحدود تحشد على أطرافها، وإيران تزج بقادة من الحرس الثوري وقوات "الباسيج" ومرتزقة الأفغان، علهم يكسرون شوكة ثوار الزبداني وينالون ما عجزوا عنه طيلة سنوات.
بسالة الثوار، وفشل المهاجمين مجتمعين، دفعت بطيران الأسد لإلقاء مناشير تدعو ثوار الزبداني لإلقاء السلاح، لأن المدينة ستعود لـ "أهلها".
تقول مناشير الأسد: "الزبداني عائدة إلى أهلها بتعاون الشرفاء مع الشرفاء ج.ع.س (جيش عربي سوري)"، وأخر يقول: "الجيش يشكر كل من ساهم ويساهم في تخليص الزبداني من الإرهاب ج.ع.س"، ويستجدي ثالث: "أيها المسلح تذكر: باب عمرو، القصير، القلمون، اليوم الزبداني.. لديك فرصة! ج.ع.س"، ورابعاً يختم: "أيها المسلح.. الجيش قادم.. لعنة أهل الزبداني تلاحقك.. انجو بنفسك ج.ع.س".
يعلق صحف سوري: "قد تحسبها نكتة أو ما شابه، لكنها الحقيقة بعينها"، والحقيقة تقول: "الأسد يقول علانية الأفغان والحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني هم أهل الزبداني وهم عائدون إليها، والسوريون إرهابيون ونشكر كل من يساعدني على التخلص منهم".
كذلك يقول: "تذكروا كم قتلنا من أهل حمص"، ويختم مستجدياً: "هبنا نصراً أيها السوري، نصراً عجزت وإيران وحزب الله عن تحقيقه".
غير هذا وذاك فإن المضحك المبكي ما ورد في مناشير "الأسد" من اختصار يقول: "ج.ع.س"، أي (جيش عربي سوري)، وهنا يتساءل السوريون إن كان مرتزقة لبنان وأفغان وإيران يقاتلون السوريين، فمن أين جاء بشار بجيش عربي وسوري أيضاً؟
كذلك لا يعجب السوريون من "رئيس" قال بلسانه مع السنة الألى لانطلاق الثورة "أكذب أكذب حتى تصدق كذبك"، ويبدو أن الأسد وقطعان مؤيده صدقوا كذبه، واقتنعوا حقيقة أن ميليشيات لبنان ومرتزقة إيران وأفغانستان سوريون وأصحاب أرض وفاتحين أيضاً، "كيف لا، والأسد وممن والاه عبيداً لولاية الفقيه؟" يعقب صحفي سوري.