بلدي نيوز – (خاص)
لم تصل سياسة الولايات المتحدة الأمريكية حد الجدية المطلوبة لردع إيران وعلى الأخص في سوريا، على الرغم من استهداف قوافل عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية في البادية السورية، وذلك من باب الترغيب والتهديد، بهدف أن تكف طهران أيديها عن التدخل بشؤون الدول المجاورة من تلقاء نفسها بدلاً من وضع حد لها بالقوة.
ولعل التجديد لولاية جديدة لحسن روحاني صاحب التيار الإصلاحي في إيران، أعطى مؤشرات جيدة للبيت البيضاوي لإمكانية نجاح خطتها، وخاصة إذا ما قرأ أتباع روحاني الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض وعقده أكثر من قمة تمحورت حول ردع إيران في المنطقة.
وأوضح مصدر في المعارضة السورية أن واشنطن ستمنع أي محاولة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية بالوصول إلى الحدود العراقية، مضيفاً في تصريح خاص لبلدي نيوز أن هذه الموقعة ستظهر لطهران أول الخطوط الحمراء وجديتها في ردعها ووقف تمددها.
وتشن قوات النظام والميليشيات الإيرانية التي تم سحبها من المناطق التي خضعت للهدنة، هجماتها في البادية السورية على أكثر من محور، ويبقى المحور الرئيسي لها على الحدود السورية–العراقية، ومحاولة إعادة معبر "التنف" إلى سيطرة قوات النظام وطرد الجيش الحر منه.
وأشار المصدر -الذي رفض الإفصاح عن هويته- إلى أن واشنطن ما تزال تسمح للشركات الأجنبية في التعامل مع إيران للاستثمار في استخراج النفط، موضحاً أن ذلك من شأنه أن يجعل الرئيس الجديد يعيد حساباته في حال ظل أصرت إيران على وصل طهران بدمشق عبر بغداد، وأضاف أن ذلك هو نوع من الترغيب.
وقال المصدر إن جنرالات البنتاغون الأمريكي مستعدون لاستعمال القوة وكبح جماح إيران في حال لم ترضخ للضغوطات وللعقوبات الاقتصادية التي ستلحقها، وعلى الأخص في ظل الأوضاع الاقتصادية التعيسة التي تعيشها، ونوّه إلى أن هناك إمكانية أيضاً لدى قادة البيت الأبيض للتعاون مع روحاني وجماعته ومتابعة فك الأرصدة المجمدة وفك العزلة عن طهران في حال انكفائها.
ونقل موقع الائتلاف الوطني السوري المعارض عن رئيسه رياض سيف اليوم الجمعة قوله أنه "لا يمكن التوصل إلى أي حل سياسي في ظل هذا التدخل الإيراني الاحتلالي"، مشدداً على أنه لا سلام واستقرار في سوريا ولا في المنطقة ما دامت الميليشيات الإيرانية منفلتة في سوريا".
وجاء ذلك في مذكرة بعث بها سيف إلى ٣٠ دولة ومنظمة، شرح خلالها آثار التدخل الإيراني في سوريا، ونتائجه الكارثية بسبب نشر الميليشيات الإرهابية والأفكار الإيديولوجية المتطرفة، حسب ما ذكر موقع الائتلاف.
وطالب سيف المجتمع الدولي باتخاذ خطوات وتدابير لتدارك ذلك، وعلى رأسها إدراج تنظيم الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله في لبنان والعراق وكافة الميليشيات الطائفية المرتبطة بإيران، على لائحة الإرهاب، وقائمة المنظمات الإرهابية الأمريكية والأوروبية.
كما طالب بإصدار قرار يدين التدخل الإيراني في سورية، ويضمن طردها، داعياً إلى إحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق الشعب السوري إلى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية.