بلدي نيوز – (خاص)
اضحى الوضع الاقتصادي الصعب خلال شهر رمضان بالنسبة لأهالي حوران هذا العام هماً يثقل كاهل الآلاف منهم، بعد ما أنشأ النظام معبر جمركيا في مدينة خربة غزالة، بغرض فرض ضرائب وإتاوات على كل ما سيدخل نحو المناطق المحررة، الأمر الذي يعني بالتأكيد ارتفاع الأسعار بشكل أكبر، ناهيك عن الارتفاع الطبيعي في كل عام مع اقتراب الموسم الرمضاني.
(أبو محمد) رب أسرة من ريف درعا، قال لبلدي نيوز "إن فشل المعبر الذي أقامه النظام يشي بندرة المواد الداخلة للمناطق المحررة مع تشديد الحصار علينا من قبل النظام، لمحاولة فتح المعبر والاستفادة منه عبر الضرائب التي ستفرض فيه، وإن استمر الوضع على هذا الأمر فإن أسعار المحروقات من غاز وبنزين ومازوت في ازدياد مستمر، ونخشى ان يصل سعر جرة الغاز لأكثر من 10 الاف ليرة سورية بعد انقطاع الغاز لأكثر من فترة شهر وتضييق النظام الخناق على دخوله".
واعتبر (أبو محمد) أن الارتفاع الملحوظ مؤخرا في سعره يشي بموجة أسعار جنونية مع اقتراب الشهر الفضيل.
من جانبها، اعتبرت (أم فادي) وهي أرملة وأم لثلاث أطفال أن شهر رمضان على الرغم مما يجلبه من ارتفاع أسعار واستغلال التجار، إلا أن في الوقت ذاته نرى فيه أيادي الخير المدودة تكثر لي ولغيري ممن يستحقون هذه المساعدات العينية والمادية، والتي نراها تكثر في شهر رمضان وتقل في باقي الأشهر، حسب تعبيرها.
في المقابل يشكل شهر رمضان موسماً تجارياً هاماً، يحقق دخلاً كبيراً حتى للتجار الصغار، الذين ينتقلون ببسطاتهم عبر الأسواق والبلدات في ريف درعا.
حيث قال (شادي) وهو صاحب بسطة متنقلة في ريف درعا لبلدي نيوز:" موسم رمضان بالنسبة لي من أهم المواسم في الناحية التجارية، إذا ترتفع أسعار بيع السلع وترتفع الأرباح أيضاً، إضافة للقدرة الشرائية التي تتضاعف مع هذا الشهر الفضيل، إذ أنني خلال شهر رمضان وحده أستطيع تأمين قوت شهرين أو أكثر لأولادي وزوجتي في الوقت الذي أعجز عن تأمين قوت شهر واحد خلال الأيام العادية".
ويحظى الشهر الكريم الذي سيقبل خلال الأيام الماضية بمكانة عالية في نفوس المسلمين في جميع انحاء العالم، إلا أن طقوسه وعادته واجتماع الأسرة على مائدة واحدة يبدو أمراً شبه مستحيل، بعدما فقدت آلاف الأسر معليها أو أحد أفرادها في مشهد يؤكد الحالة الصعبة والمأساوية التي يعيشها السوريون.
