شمال سوريا وجنوبها.. توتر يتزايد وسيناريوهات متعددة - It's Over 9000!

شمال سوريا وجنوبها.. توتر يتزايد وسيناريوهات متعددة

بلدي نيوز-(جبران جلال)

أعلن الجيش الأردني يوم الأربعاء، أنه أسقط طائرة استطلاع مسيرة بعد اقترابها من أجواء المملكة الأردنية.
ونقلت وكالة الإعلام الأردنية (بترا)، عن مصدر عسكري مسؤول، قوله إن طائرات سلاح الجو الملكي الأردني من نوع إف 16، تمكنت مساء الأربعاء من إسقاط طائرة استطلاع مسيرة اقتربت من أجواء المملكة في الحدود الشمالية، شمال غرب المفرق.
هذا التطور الذي يحدث في الجنوب السوري، والانتقال من مرحلة المراقبة فقط، للبدء برد الفعل الذي يبدو مقدمة للانتقال للفعل البناء في الجنوب السوري، له دلالات كبيرة في المنطقة والوضع الاستراتيجي كلل، وعلى هذا الأمر يعلق المحرر العسكري لبلدي نيوز (راني جابر) يقوله: "الأردن الذي أسقط الطائرة التابعة لإيران أو النظام، يطلق على ما يبدو إشارة تحذير تتعلق بأنه لن يسمح بأي عمل يعكر عمليته العسكرية في الجنوب، وذلك عبر منع النظام وايران من الحصول على معلومات استخباراتية عبر الصور الجوية، الأمر الذي يؤكد أن العملية ليست مجرد تهديدات وضغط عسكري، بل هي عملية حقيقية مكتملة الاركان، يسعى الاردن للحفاظ على عنصر المفاجأة فيها، عبر منع النظام من الحصول على معلومات استخباراتية وصور جوية تهدد سلامة العملية أو القوات التي سوف تنفذها".
ويضيف (جابر): "ما يعني أن العملية قد تكون خارج التوقعات والتخمينات التي يفترضها النظام وايران، والهدف من منع طائرات الاستطلاع مقصود فيه ايران والنظام، لان روسيا يبدو أنها شبه موافقة على العملية، او قد تستخدم موافقتها السرية عليها كجزء من تفاوضها مع امريكا حول سوريا واوكرانيا، فهي تمتلك أقماراً اصطناعية تؤهلها لمراقبة أفضل للوضع في الجنوب السوري، ما يعطيها قدرة على التحليل للوضع بشكل أفضل من النظام، الذي لا يمتلك فعليا أي منظومة استطلاع فعالة جنوبا"، ويشير (جابر) إلى احتمالية شراء النظام لصور أقمار صناعية من طرف ثالث في حال رفض الروس هذا.
كما يؤكد (جابر) على الموافقة أو التغاضي الروس عن التوغل الاردني جنوبا بقوله:" روسيا أعلنت عبر أحد مسؤوليها أنه يمكن إنشاء مجالس محلية في سوريا تسيطر على مختلف المناطق بعد تحريرها ممن أسماهم الإرهابيين، بشرط ألا تستبدل هذه المجالس سلطة نظام الأسد في دمشق، وهذا الامر بمثابة قبول ضمني لإيجاد منطقة في الجنوب خارج السلطة الفعلية للنظام، ما قد يعتبر بداية توافق روسي أمريكي في الجنوب السوري، قد يفضي إلى إنشاء منطقة ما في الجنوب، لما تتضح هيئها بعد".
انتقالا للشمال، في المناطق التي حررها درع الفرات، فقد ظهرت تسمية جديدة لفصيل عسكري جديد من الثوار مدعوم تركيا (الفيلق الاول)، يبدو أنه الامتداد الأساسي لدرع الفرات، والتي انتهت بتوقف العملية وانتهاء مهامها بنجاح حسب الإعلان التركي، والذي يبلغ قوامه قرابة 10000 مقاتل.
من جهته علق المحرر العسكري لبلدي نيوز على هذا التطور الهام بقوله: " هذا التطور يعتبر بروز قوة منظمة ومحترفة في الشمال السوري، تعتبر جيشا وطنيا مؤهلا للسيطرة على زمام الامور في الشمال السوري (بالإضافة للشرطة الحرة)".
وتابع (جابر): "فهذا الجسد العسكري المدعوم تركيا، قادر بحكم حجمه المعتبر، وطبيعة عناصره المكونين من عناصر الفصائل الثورية، والذين يمتلكون خبرة عسكرية كبيرة، وبتسليح جدي وجيد، على فعل الكثير في الشمال السوري، فبداية يعتبر سدا في وجه النظام في حال حاول التقدم باتجاه المناطق المحررة في الشمال السوري، ويشكل ثقلا عسكريا موازيا للميليشيات الكردية التي تعمل على زيادة قوتها مستغلة الدعم الأمريكي، فهو قادر على تنفيذ عمليات مضادة ومكافئة لأي عمليات تنفذها الميليشيات الكردية سواء ضد تركيا أو ضد المناطق المحررة في الشمال".
وأكد المحرر العسكري على أهمية هذه الخطوة بقوله:" هذا العمل نقلة استراتيجية في الشمال السوري، وبخاصة في حال الاستثمار فيه بشكل أوسع، وزيادة عدد عناصره حتى تصل إلى 50 ألف عنصر، ما يسمح له بتشكيل تهديد وجودي على الميليشيات الكردية، التي تعاني من مشاكل في التجنيد، وعناصرها هم من المجندين إجبارياً، ومعدومي الخبرة القتالية، ما يعني أن أي مواجهة بدون دعم أمريكي للميليشيات الكردية تعتبر محسومة النتائج".
وعن أهداف هذا التشكيل الجديد قال (جابر): "إنشاء هذا الجسد العسكري شمالاً له عدة أهداف قريبة وبعيدة، أولها إيجاد جسم عسكري وطني غير مرتبط بروسيا أو ايران، يعتمد عليه لاحقاً في أي اتفاق عسكري أو سياسي في سوريا، سواء فيدرالية أو حل شامل، والمساهمة في تنفيذ العمليات ضد الميليشيات والتنظيمات التي تعتبرها تركيا إرهابية داخل حدود سوريا، إضافة للمشاركة في عملية الرقة في حال حصل توافق أمريكي تركي على ذلك".
فتركيا لا تقبل أن يستأثر الأكراد بالمدينة لوحدهم، وسوف تدفع لإدخال قوات عربية في المعركة، في حال حصل توافق مع أمريكا حولها، حسبما أكد المحرر العسكري لبلدي نيوز.
أما عن السيناريوهات المتوقعة للشمال السوري بعد معركة الرقة فعلق (جابر) بالقول: "هذه القوة العسكرية المكونة من السوريين تشكل تهديدا حقيقياً للميليشيات الانفصالية، فهذه الميليشيات قد تتعرض لفخ كبير، فأمريكا تضع ضمن الاحتمالات التي قد تنفذها بعد إزالة تهديد تنظيم الدولة في المنطقة، إزالة الأدوات التي استخدمتها لإزالته، فهي لم يعد لها دور حقيقي في المنطقة، خصوصاً الميليشيات الكردية الانفصالية، التي تعرف بتقلب ولائها، وسرعة تبديله، ووجود ارتباط لها بروسيا، ما يجعل من عملية التخلص منها ممكنة، بمجرد الانتهاء من معارك الرقة، خصوصاً أن تركيا تملك مع أمريكا الكثير من المصالح المتبادلة.
إذا فسيناريوهان موجودان للوضع في الشمال السوري بناء على تحليل الخطاب الامريكي في المنطقة، أولها استمرار التوتر والصراع ضد الميليشيات الانفصالية، والثاني هو عودة الاستقرار، بعد زوال تنظيم الدولة، وإزالة الادوات التي استخدمت لإزالته، فهي مصدر حقيقي لعدم الاستقرار لاحقا، بسبب طموحها وعدم وجود ولاء حقيقي لديها" حسبما أكد المحرر العسكري لبلدي نيوز.

مقالات ذات صلة

بخصوص الركبان.. رسالة من الائتلاف الوطني إلى الأمم المتحدة

شركة“روساتوم آر دي إس” (Rusatom RDS) الروسية ستبدأ توريد معدات غسيل الكلى إلى سوريا

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان