لماذا يكثف الغرب من مخططات عزل تركيا عن العمق العربي؟ - It's Over 9000!

لماذا يكثف الغرب من مخططات عزل تركيا عن العمق العربي؟

بلدي نيوز - حسام محمد
يحظى شمال سوريا باهتمام واسع من مختلف القوى الدولية المتصارعة في سوريا ذات الأهداف المتنوعة والمنضوية تحت العديد من الشعارات الإعلامية والدولية، إلا إن عزل سوريا والعراق عن تركيا والعكس صحيح هو أخطر تلك المشاريع على المدى البعيد.
ويرى السوريون أن هذه الصراعات بأنها بوادر خطيرة للغاية على جغرافيا سوريا وتنوعها المذهبي، تزامناً مع ضخ حكومة طهران المستمر لعشرات الميليشيات والعائلات الشيعية نحو الداخل السوري، وسط غياب أي دور فعال للدول العربية خارج المشاريع الدولية، وخارج ما يساعد السوريين على النهوض.
أخطر مشاريع الفصل هو المشروع الانفصالي الذي يقوده حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تتبع له ميليشيا الوحدات الكردية وميليشيات أخرى، والمدعوم من قبل أمريكا وروسيا بحجة محاربة الإرهاب.
ويرى المحلل السياسي والعسكري "محمد أبو الخير العطار"، أن تقسيم سوريا على أسس دينية ومذهبية وعرقية، هو العامل المشترك الأكبر الجامع بين الأمريكان والروس، وهو سيناريو محبذ لديهم في حال لم يتم إعادة ضبط سوريا الثائرة لصالح الأسد.
وأضاف المحلل السياسي والعسكري في حديثه لبلدي نيوز، إن "العمل على تخريب وتفتيت سوريا كما حصل في العراق، له أهداف استراتيجية قريبة المدى وبعيدة المدى"، موضحا أن "القريبة منها، هي خلق كيانات انفصالية تعادي مشاريع الشعوب بداية، وتنهي النسيج الاجتماعي ثانياً، علما أن نظام الأسد عمل خلال عقود طويلة على جعل السوريين شعوباً وقبائل متفرقة وغير متصلة، وكذلك تحويل أنظار السوريين من مشروعهم الكبير "الثورة" إلى المشروع المقاد غربياً وهو "الإرهاب ومكافحته".
أما المدى البعيد، وهو الأخطر على الواقع العربي، وفق المحلل العطار، يكمن بعزل العرب عموماً، والعراقيين والسوريين خاصة عن تركيا المتصاعدة في شتى المجالات، ففي العراق عمل الغرب على استخدام طهران لتحشيد وعسكرة ميليشيات طائفية شيعية، وتعزيز القوات الكردية، ومن ثم عزل العراق وتركيا عن بعضهما البعض جغرافياً وعقائدياً"، حسب العطار.
واعتبر "العطار" إن "الغرب يتذرع بمكافحته للإرهاب السني المتمثل بحسب وصفهم حالياً بقوى تنظيم الدولة الإسلامية وهيئة تحرير الشام "القاعدة"، عبر استخدام ميليشيات أكثر تطرفاً وأكثر خطورة على الواقع العربي عموماً والمحلي السوري خصوصاً، وصولاً إلى الهدف المبتغى وهو عزل العمق العربي (سوريا والعراق) عن تركيا القوة الدولية المتصاعدة".
ويخلص المحلل السياسي والعسكري إلى أهمية عزل الدول الكبرى لتركيا عن العمق العربي بعدة نقاط وأهمها، هدم المصير المشترك بين الأتراك والعرب، وعدم السماح لتركيا بأخذ دورها في الحراك الشعبي في تلك الدول خوفاً من عودة تركيا القوية، خاصة مع اقتراب انتهاء اتفاق لوزان في عام 2023، الأمر الذي يعني إعطاء تركيا قوة اقتصادية كبيرة.
وكذلك حجب التواصل بين الأتراك والعرب، وهنا المقصود السوريين والعراقيين وقوة مناطقهم الجغرافية، الأمر الذي يعني محاصرة تركيا جغرافياً قبل حصولها على حريتها الاقتصادية الكاملة.
ومن الأهداف الدولية أيضاً، منع الشعوب من التلاحم مع بعضها البعض، على اعتبار بأن تلاحم الشعوب الثائرة مع تركيا المتصاعدة بشتى المجالات، سيجعل القوة البشرية لتلك الدولة كبيرة، ومن هنا عملت الدول الكبرى على زرع كيانات على المسافات الحدودية بين تركيا والعراق وسوريا، لمنع هذه الخطوة، واستخدام الوحدات الكردية ضد السوريين والأتراك على حد سواء.
وأشار إلى أن ذلك يفسر "الزخم العسكري والإداري وحالة الترحيب الكبيرة المقدمة للكيان المتمثل بحزب الاتحاد الديمقراطي من قبل الأمريكان والروس وإيران وحتى الأسد، فكل الخيارات مرحب بها ما عدا حصول السوريين والعراقيين على حريتهم وقوتهم الذاتية، وكذلك امتناع التقارب العربي التركي".
كما يعد من الأهداف حسب ذات الخبير، منع السوريين والعراقيين من وضع يدهم على المراكز السيادية وكذلك على القوى النفطية، وهما عاملان يجعلان شعوب الدولتين من أقوى الدول خلال فترة زمنية وجيزة، لذلك نرى اليوم أن النفط العراقي ليس للعراقيين، والقرار السياسي السوري ليس للسوريين.
وأضاف العطار "طبعا هذه الخطوات تأتي بعد خطوات سابقة خطيرة للغاية كالسماح لإيران بتجنيد الميليشيات الطائفية الموالية لها في سوريا، والسماح لها باستخدام الجو لنقل تلك الميليشيات لسوريا، واقتراب إيران من الحصول على مخططها الكامن في الحصول على الهلال الشيعي الفارسي الممتد من قم لبغداد فدمشق مروراً في بيروت.

مقالات ذات صلة

الرسوم والشروط.. لجنة الحج تصدر التعليمات الجديدة لهذا العام

"لجنة الحج العليا" تعلن استلامها الملف عن شمالي سوريا وتركيا

لقاء مرتقب في واشنطن بين أردوغان وبايدن لبحث الملف السوري

مظلوم عبدي: نتعرض لهجوم من ثلاث جهات

اجتماع بين المبعوثة الفرنسية إلى سوريا ومسؤولة أممية بشأن المساعدات الإنسانية

فتح ملف منشأة الكُبر" النووية بديرالزور بعد قرابة 12 عامًا من توقفه