بلدي نيوز – (عمر يوسف)
رغم أن نظام الأسد لم يكن طرفاً في اتفاق "مناطق خفض التوتر" الموقع في أستانة قبل نحو أسبوع، إلا أنه بدأ بإطلاق التصريحات المؤيدة للاتفاق، والتعبير عن الرضى التام عليه، زاعماً التزامه التام به، ومطالبا الفصائل المعارضة بأن تلتزم به أيضا لضمان نجاحه.
هذه التصريحات أطلقها اليوم وزير خارجية الأسد "وليد المعلم" عبر تلفزيون النظام، حيث طالب فصائل الثوار بإخراج "جبهة النصرة" من المناطق المحررة لاسيما إدلب، كي تصبح -حسب زعمه- مناطق منخفضة التوتر بشكل فعلي، في إشارة إلى أن نظام الأسد سوف يستمر في عدوانه على تلك المناطق، تحت ذريعة وجود "النصرة" التي هي خارج الاتفاق الأخير.
ولم يغفل المعلم عن أن يصف محادثات جنيف بأنها لا تحرز أي تقدم، ملقيا باللوم على وفد المعارضة، ووصفه بأنه غير وطني، مطلقا "الديباجة" التي دأب نظام الأسد على استخدامها باعتبار أن المعارضة السورية تتلقى تعليماتها من الخارج ولا تملك قرارها، وفق كلامه.
الأخطر في كلام "المعلم" هو التأكيد على رفض نشر قوات دولية، تحت إشراف الأمم المتحدة في الأراضي السورية، حيث أشار وزير خارجية الأسد إلى أن "الضامن الروسي أوضح أنه سيكون هناك نشر قوات شرطة عسكرية ومراكز مراقبة لهذه المناطق. إذ لا دور للأمم المتحدة أو للقوات الدولية في هذه المناطق". ولم يخض في تفاصيل.
ويأتي تصريح "المعلم" ليقطع الطريق على تواجد أي قوى محايدة في سوريا، لا تكون طرفا في المعارك الدائرة في الجبهات، ليصبح الجانب الروسي ومن ورائه الحليف الإيراني وميليشياته الطائفية من ينفذ رسميا الاتفاق أمام المجتمع الدولي.
ولم يعد الأمر سراً أن من يقتل الشعب السوري ويدعم آلة النظام العسكرية ضد الثوار، ومن يفشل الحل السياسي ولا يقبل برحيل الأسد دولتا روسيا وإيران، فكيف للمعلم أن لا يتحدث مزهوا بهذه القوات المحتلة، وإظهارها بأنها قوات حيادية تشرف على تنفيذ الاتفاق ومراقبته!.
تصريحات "المعلم" تزامنت مع تقديم موسكو نسخة من "اتفاق خفض التصعيد" للدول الأعضاء في مجلس الأمن، بغية اعتماده وشرعنته، وبالتالي القضاء على أي حل أو تصور آخر، لتنفرد موسكو بفرض حل يناسب أطماعها وحلفاءها فقط في سوريا، وهو ما يُعتقد أنه لن يمر في مجلس الأمن، إذ أن أمريكا وحلفاءها الأوربيون لن يقبلوا إلا بحل سياسي وفق قرارات جنيف1 والقرار 2254 الذي تواضع عليه مجلس الأمن. وهو ما يحاول "وليد المعلم" الالتفاف عليه بتصريحاته اليوم، في مساع منه لتثبيت الاحتلال الروسي الإيراني لبلد يُفترض أنها بلده!.