الصحفي أناند غوبال: وحشية نظام الأسد دفعت الناس للانضمام لداعش - It's Over 9000!

الصحفي أناند غوبال: وحشية نظام الأسد دفعت الناس للانضمام لداعش

ديموكراسي ناو – (ترجمة بلدي نيوز)
في مقابلة للبرنامج الأمريكي "الديمقراطية الآن" قدم الصحفي المعروف أناند غوبال، والذي عاش في الشرق الأوسط لسنوات، وهو زميل في معهد الأمة، تقريراً مستفيضاً عن المنطقة، حيث شرح السياسة الأمريكية في سوريا، وقال "أعتقد أنه من المهم أن نفهم أنه لا توجد سياسة لتغيير النظام السوري من قبل الولايات المتحدة، ولم تكن هناك أبداً سياسة لتغيير النظام! فقد قالت إدارة أوباما، أن الأسد يجب أن يتنحى مرات عديدة. لكن ما كانت تعنيه هو أن "الأسد يجب أن يتنحى، ويجب على شخص آخر في النظام أن يتولى السلطة، وينبغي أن يكون هناك استمرار للنظام لصالح الاستقرار"، لأن المهم بالنسبة إليهم هو مكافحة الإرهاب، وهذا هو في الأساس النموذج الذي حدث في اليمن، حيث كان هناك الديكتاتور الذي تنحى، ولكن كان هناك استمرار للديكتاتورية، وبطريقة ما إنه أيضاً استمرار لما حدث في مصر. فهذا هو الهدف من البداية!".
وأضاف غوبال "الولايات المتحدة لم تتبع في الواقع سياسة تغيير النظام، وإذا كنت تريد أن ترى كيف يبدو تغيير النظام، يمكنك أن تنظر في كيفية قيام الولايات المتحدة بذلك في أفغانستان في الثمانينات أو حتى عام 2001 من خلال الحرب الجوية. ولم يحدث أي منهما في سوريا".
وتابع "وبهذا المعنى، فإن روسيا والولايات المتحدة متفقتان، وبعبارة أخرى، إنهما تفضلان الإبقاء على الأسد نفسه أو شخص من نظامه كرئيس للدولة ليسيطر على سوريا، خشية من البديل الذي سيتولى الحكم من بعده".
والفارق الوحيد بين روسيا والولايات المتحدة هو أن روسيا ربما تريد أن يستمر الأسد نفسه، في حين أن الولايات المتحدة مهتمة أكثر بالاستقرار وتريد أن يستمر النظام.
ونحن نرى هذا بطرق عديدة، على سبيل المثال، هناك حالات حيث كانت هناك جماعات ثورية تقاتل ضد النظام، وحصلوا على أسلحة وتمويل من الولايات المتحدة، ولكنها قطعت التمويل ما لم يركزوا قتالهم على داعش فقط. وقد حدث ذلك مرات عديدة، وفقدت هذه المجموعات فعلاً تمويلها. وبعد ذلك، وبمجرد أن أصبحوا محرومين من الدعم، ذهبوا وانضموا إلى القاعدة.
لذلك، هناك سرد هنا يقول ان الولايات المتحدة تدعم المتطرفين وجماعات القاعدة. إنه في الواقع كذب. في الحقيقة، الولايات المتحدة تعاقب الجماعات التي تحاول محاربة الأسد، وعندما يتم معاقبة هذه الجماعات، هم يضطرون للانضمام إلى القاعدة أو الجماعات المتطرفة!
وأضاف غوبال "بالنسبة للولايات المتحدة الحليف الأقرب في سوريا هي مجموعة يسارية تسمى وحدات حماية الشعب، وهي القوة الرئيسية التي تقاتل داعش الآن. وهي في الأساس فرع من حزب العمال الكردستاني، وهي مجوعة تمرد يساري نشأت في تركيا ضد الحكومة التركية، وفي السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة، توسعت بسرعة كبيرة في سوريا. وقد أنشأوا مجالس في جميع أنحاء شمال وشرق سوريا، وأصبحوا الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة في المعركة ضد داعش، لذا فإن معركة الرقة، التي هي عاصمة الخلافة بحكم الأمر الواقع، هي معركة وحدات حماية الشعب -الحليف الرئيسي للولايات المتحدة-.
وأوضح الصحفي أن من المهم أن نذكر أن أكبر مصدرين للعنف في سوريا هما نظام الأسد الذي قتل عدداً لا يصدق من المدنيين وعذب وشوه وأعدم أي شخص ثار ضده، وثاني أكبر مصدر للعنف في سوريا هو النظام الروسي -الذي كان له دور رئيسي لدعم الحكومة السورية في وقت كانت فيه ضعيفة جداً- فعندما استعادت الحكومة السورية حلب قبل بضعة أشهر، لم يكن بوسعها أن تفعل ذلك بدون قوة جوية روسية.
وأضاف غوبال "المستفيد الرئيسي من الهجمات الكيماوية هو نظام الأسد، فقبل أسبوع واحد فقط، كان تصريحات الإدارة الأمريكية، من تيلرسون وترامب، بأن المسألة السورية متروكة للسوريين لاتخاذ قرار، وهو موقف يمكن الأسد من الإفلات من العقاب في الأساس، كما أنها تأتي في ظل الظروف التي تقترب فيها روسيا من وحدات حماية الشعب، مع تقارب من نوع ما مع تركيا، التي تدعم بعض عناصر الجيش السوري الحر. وهناك تكهنات بأن نظام الأسد قد نفذ هذا الهجوم كوسيلة لإجبار روسيا على العودة بقوة إلى صفه".
وأردف "أعتقد أن توجه ترامب منطقي الآن- فبعد ثماني سنوات من سياسة أوباما في الشرق الأوسط. والتي كرر فيها أن الأسد يجب أن يذهب، لكنه لم يعط المعارضة الوسائل اللازمة لتحقيق ذلك فعلاً، وقضى معظم وقته في ضبط المعارضة للتأكد من عدم طرد الأسد. فإن ترامب كان أكثرا وضوحاً حيث قال: "تركيزنا هو داعش والأسد يمكن أن يبقى طالما يريد". هذه الرسالة التي تم إرسالها إلى النظام، ولذلك لم يكن الهجوك الكيماوي مفاجأة بعد أسبوع!
وأوضح غوبال أنه في الحقيقة السياسة الأمريكية في سوريا وليس الروسية من تصر على أن الشعب السوري هو من يجب أن يقرر مصيره! مع العلم أن نظام الحكم في سوريا ديكتاتوري، وليس لدى السوريين القدرة على اتخاذ أي قرار!

فعندما أراد السوريون أن يحاولوا اتخاذ قرار بأنفسهم، كانت الثورة وهكذا، فعندما تقول روسيا أو الولايات المتحدة أن الأمر متروك للسوريين أنفسهم لاتخاذ قرار، فهي طريقة مشفرة لدعم نظام الأسد.
وأضاف الصحفي الأمريكي بأن ما يقال عن أن نظام الأسد هو القوة الرئيسية لمكافحة الإرهاب في سوريا، هو أمر كاذب تماماً، ففي الواقع هو أكبر سبب للإرهاب في سوريا، وهو سبب وجود تنظيم الدولة، وإذا تحدثت مع السوريين، فإن بشار الأسد ونظامه هو أكبر إرهابي في البلاد.
وأشار غوبال أنه من خلال مقابلته مع عدد من مقاتلي داعش والمنشقين عنه قد سألهم "لماذا انضموا إلى هذه المجموعة؟" وأجابوا بأن ذلك حدث لأنهم شهدوا الفظائع المروعة أو المجزرة التي قام بها النظام، وأنه لم يسمع أحداً يعطي سبباً آخر غير ذلك. وهكذا، فإن ما حدث هو أن وحشية النظام السوري قد دفعت بعض الناس للانضمام إلى داعش!
وأردف غوبال بأن التنظيم بات ضعيفاً ليس بسبب الأسد بل بسبب وحدات حماية الشعب، ومع ذلك يجب أن نتذكر قبل بضع سنوات -عندما استولى داعش على مساحات واسعة من الأراضي بالقرب من حلب وإدلب- فإن الجيش السوري الحر وحلفاؤه هم من طردوا داعش باتجاه شرق سوريا.
وبالنسبة للهجوم الكيماوي التي ادعى كل من روسيا والنظام السوري بأن ذلك كان ضربة جوية على مستودع يحتوي على أسلحة كيميائية، وأن هذه الأسلحة تخزنها المعارضة. فقد أشار غوبال إلى أن هناك الكثير من الصور لصحفيين ومنهم مراسل الغارديان لموقع الضربة وأكدوا أنها لم تستهدف مستودعاً بل كانت ضمن شارع ومنطقة مدنية.
وختم بالقول "علينا أن تتذكر، أن النظام قد نفذ بالفعل العديد من الهجمات الكيميائية ضد شعبه، لذلك فهذا ليس شيئاً جديداً. وفكرة أن المعارضة تخزن بطريقة ما أسلحة كيميائية وانتظرت النظام ليضربها بحيث يمكن استخدام ذلك لمصلحتها فيما بعد، هي مجرد نظرية مؤامرة أخرى وهي ترقى لمستوى بعض الخرافات كـ "البيغ فوت" أو الصحون الطائرة!".

مقالات ذات صلة

كبير الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي يطالب إدارة بايدن بكبح جماح التواصل العربي مع نظام الأسد

وزير الدفاع التركي يحدد شروط بلاده لقبول الحوار مع نظام الأسد

سياحة النظام تعلن إمكانية حصول السياح على فيزا إلكترونية وتحدد شروطها

روسيا تتهم أمريكا بخرق بروتوكول منع الاشتباك بالأجواء السورية

وسائل إعلام النظام: نحو 20 قتيلا من قوات النظام في البادية السورية

سوريا في المرتبة 179 من أصل 180 دولة على سلم حرية الصحافة حول العالم