The Washington Times – ترجمة بلدي نيوز
الحياة كما يراها الحكماء، تزداد تعقيداً بعد بلوغ الثامنة عشر من العمر، حيث تصطدم المثالية مع الواقعية، وهذا ما حدث بالضبط مع قادة العالم ايضاً.
فملايين اللاجئين السوريين يتدفقون من سورية، وهم ضحايا لـ "حرب أهلية" طال مداها تحت رحمة نظام الاسد الذي لا يرحم، وكثر منهم قد اتخذ مساراً محفوفاً بالخطر للحصول على حياة أفضل في أوروبا، عالقين في شبكة من فرص العمل الرخيصة والاستغلالية.
وعلى الرغم من أن الكثير من المهاجرين هم سوريون، ولكن هناك بينهم العديد من منتهزي الفرص ويشمل ذلك الأفغان والعراقيين والباكستانيين وحتى مهاجرين من آسيا الوسطى.
ويزيد من تعقيد الوضع ظهور "تنظيم الدولة الإسلامية"، الحريص على إرسال عناصره مختبئين بين اللاجئين، ولذا فالمخاطر حقيقية، وإدارة اوباما غافلة عن ذلك، فهي تسعى لاستقبال 10.000 شخص إلى الولايات المتحدة هذا العام، وأكثر من 200،000 على مدى العامين المقبلين.
وقد أقر مجلس النواب الامريكي قراراً بالأغلبية غير قابل للنقض، بوقف قبول اللاجئين، وقد أصر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس ب. كومي، من بين آخرين مخولين في الحكم بهذا الشأن، على أن الحكومة الفيدرالية غير قادرة على تدقيق وفحص طلبات جميع المتقدمين لاستبعاد الإرهابيين منها.
فيما يصف الرئيس أوباما وأصدقائه في الإعلام هذه الدعوات المتشككة "بالعنصرية" ويقارنونها بما فعله الرئيس فرانكلين روزفلت، حين رفض الاعتراف باليهود الفارين من النازيين بين 1930و 1940.
وقياساً على ذلك، فالعديد من التشبيهات التي تعود لوقت هتلر متهورة ولا تمت للهدف، فلا يوجد شك أن النازيين كانوا يختبئون بين اليهود، ولكن روزفلت وبعض مستشاريه، بما في ذلك اليهود، أغلقوا الباب أمام اللاجئين، لأنهم كانوا يخشون بأن قبولهم سيضر آفاق الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية عام 1940 .
وقد التزمت الولايات المتحدة بتقديم 4.5 مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، منذ بدء "النزاع السوري" في عام 2011، أكثر من أي بلد آخر، وقد تكون هناك حجة مقنعة لاستقبال المزيد من اللاجئين في وقت لاحق، ولكن من المنطقي التمهل، حتى يتم إعادة النظر في إجراءات التدقيق في الوقت الحالي.
إن على الولايات المتحدة أن تستقبل المزيد من اللاجئين ذوي الظروف الصعبة والذين هم بحاجة لأن يتنفسوا الحرية وأن لا ترفض البؤساء الذين تعج بهم الشواطئ الأجنبية، فقصيدة الشاعرة إيما لازاروس، المنقوشة على تمثال الحرية، تقول: "تعالوا أيها الضائعون ... تعالوا أيها المساكين.. تعالوا يا من لفظتكم الشواطئ، تعالوا إلى هنا.. إنني أحمل لكم المشعل لأضيء لكم الأبواب الذهبية".
وهي على وجه التحديد لم تقصد بأن يدمر سادة الإرهاب البلد المضيف، ولا حتى حكومة اوباما يجب عليها أن تقبل بذلك.