بلدي نيوز- (عبدالعزيز الخليفة)
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لعنصر يحمل الجنسية النرويجية، في صفوف ميليشيا الوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، وهو يطالب بفرض حظر جوي على المناطق الخاضعة لسيطرة " ب ي د" شمال سوريا على مقربة من عربة أمريكية مدرعة.
وأطلق أنصار "ب ي د" قبل أيام وسماً (هاشتاج) على موقع فيسبوك وتويتر، يطالب بفرض حظر جوي على شمال سوريا مطلقين عليها اسم "روجآفا" والتي يعنون فيها غرب كردستان، بعد قصف تركيا لمواقع تابعة للميليشيا في جبل كراتشوك بمحافظة الحسكة، حيث قتل في الضربة 20 عنصراً حسب إعلامهم، بينهم 12 يحملون أسماء تركية صريحة، ما يؤكد الرواية التركية في إنها استهدفت مركزا لحزب العمال الكردستاني.
وانظم "المتطوع" النرويجي إلى هذه الحملة سابقة الذكر، حيث ظهر في صورة وهو يرفع ورقة كتب عليها وسم الحملة الذي كتب باللغة الانكليزية وهو (NoFlyZone4Rojava)، جانب مدرعة تحمل العلم الأمريكي، وهي جزء على ما يبدو من المدرعات الأمريكية، التي وصلت منطقة الحدود بين سوريا وتركيا بقصد منع الاشتباكات وتبادل القصف المدفعي بين الجيش التركي والميليشيات الانفصالية، التي تستفز الجيش التركي وتقصف مواقع له قرب الحدود، فرد على مصادر النيران حسب بياناته وتأكيدات مصادر محلية.
حيث وصلت قوات أمريكية إلى مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة أمس السبت، للانتشار على الحدود بين سوريا وتركيا، بدون أن يصدر من النظام أي تعليق على الأمر، فالمدينة تتشارك السيطرة عليها قوات النظام وميليشيات "ب ي د"، ما يعني أن القوات الأمريكية اجتازت القامشلي التي ما زال ينتصب فيها تمثال حافظ الأسد، وتوجد فيها كافة أفرع النظام الأمنية، هذا عدا عن قطعة عسكرية كبيرة "فوج طرطب" قرب المدينة تابعة للنظام.
وحسب مصادر إعلامية مقربة من حزب "ب ي د"، فإن القوات الأمريكية التي دخلت مدينة القامشلي التي تخضع لسيطرة النظام و" ب ي د"، سوف تنشر على الحدود بين مدينة عامودا ونهر دجلة على الحدود بين سوريا والعراق، ومناطق أخرى بالمحافظة.
يشار إلى أنه يوجد في ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي " ب ي د" العشرات من المقاتلين الأجانب (أصليين)، فضلاً عن مئات العناصر الذين يحملون الجنسيات التركية والإيرانية بشكل خاص، وقد أسس "الوحدات الكردية" كتيبة عسكرية تبتع لها في صيف عام 2015 باسم "الحرية العالمية"، مشكلة من العناصر الأجانب الذين "تطوعوا" للقتال معها.
والجدير ذكره، إن الحملة التي اطلقها انصار "ب ي د" واجهت الكثير من الانتقادات من الناشطين العرب والأكراد على السواء، على اعتبار إن المناطق التي تحتاج الحضر الجوي هي تلك التي يقصفها النظام، وعلى اعتبار أن مواقف الحزب طالما كانت ترفض فرض مثل هذا الحظر، لا بل وقفت ضد الضربة الأمريكية لنظام الأسد مؤخراً رداً على مجرزة خان شيخون، حيث ينسق النظام و" ب ي د" بشكل علني ويعملان بشكل مشترك ضد السوريين.
من جانبهم الناشطين الأكراد الذين يعارضون الحزب، طالبوا بوسم أخر على ذات مواقع التواصل الاجتماعي، بالسماح بدخول قوات البشمركة إلى سوريا، واستبدالها بميليشيات "ب ي د"، والبشمركة السورية، هي قوات سورية كردية مشكلة بشكل أساسي من المنشقين عن قوات النظام، وتشارك في قتال تنظيم "الدولة" في العراق، إلى جانب قوات البشمركة التابعة لكردستان العراق، وهي قريبة من المجلس الوطني الكردي المعارض للنظام.
في حين يتسائل الكثير من الناشطين والمطلعين على الشأن السوري عن الوضع القانوني لهذا "المتطوع" وأشباهه من الأوربيين، الذين يقاتلون مع الميليشيات الكردية، وإذا ما كان سيعتقل ويحاكم لعشرات السنوات مثله مثل أي شخص أوروبي يقاتل مع التنظيمات الجهادية في سوريا، فميليشيات الوحدات الكردية لها سجل حافل في انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد المدنيين لا يقل عن أي فصيل متهم بالارهاب، والتي وثقتها الأمم المتحدة ذات نفسها، وتحدثت عن عمليات التهجير والتطهير العرقي الممنهج الذي نفذته تلك الميليشيات، ولكن الواقع يقول أنه لن يتعرض لأي مسائلة قانونية، فالعشرات أن لم يكن المئات من أقرانه يتفاخرون بصورهم مع الميليشيات الكردية في الشمال السوري، دون أن يتعارضوا لأدنى مسائلة عند عودتهم إلى بلادهم، ما يمكن اعتباره تشجيعاً غير مباشر من الحكومات الغربية لهذه الميليشيات المتطرفة.