بلدي نيوز-(خاص)
بدأ نشطاء وفعاليات مدنية وأهلية في ريف إدلب، بطرح تساؤلات عديدة عن مصير المحافظة بعد خروج آخر أتباع الأسد وإيران منها، المتمثلة ببلدات كفريا والفوعة، والتي من المزمع إجلائهم بشكل كامل من ريف المحافظة.
تمحورت التساؤلات حول احتمالات التصعيد العسكري والتغير في الوضع بعد أن يخرج الموالون من البلدتين، وهل سيستطيع النظام تحويل إدلب لمحرقة للثوار والمدنيين المهجرين إليها من كل حدب وصوب كما يعلن موالو الأسد وشبيحته، لاسيما بعد أن تخلص النظام وإيران من آخر ورقة ضغط للثوار ضده في المحافظة، ممثلة بالبلدتين كفريا والفوعة، وهل ستشهد تصعيد في القصف وربما مجازر كبيرة، واستخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق أوسع؟.
حيث يشن الموالون حملة من التهديدات على لسان بعض المنتمين للنظام، والمقربين من لجان المصالحات الروسية، الذين يتوعدون فيها بحرق إدلب، بعد إجلاء أهل الفوعة وكفريا، الورقة التي كانت تمنع النظام عن "حرق" المحافظة حسب زعمهم، وحسب الحملة الإعلامي المتكررة عن "المصير الأسود" الذي ينتظر إدلب بعد خروج موالي الفوعة وكفريا.
حيث يهدد هؤلاء الشبيحة بتصعيد جوي للطائرات الروسية ومن قبل مدفعية النظام، تجاه مدن وبلدات المحافظة، بعد إنهاء عمليات إجلاء عناصر الميليشيات الشيعية المحاصرين في البلدتين.
وفي الطرف المقابل قلل الكثير من القادة الميدانيين والعسكريين والإعلاميين من قيمة هذه التكهنات وهذه التهديدات، وأكدوا أن فيها مبالغة كبيرة، حيث أن النظام وروسيا لم يوقفا القصف ولو ليوم واحد على بلدات ومدن ريف إدلب، وارتكبوا فيها عشرات المجازر، كما أنه استخدم السلاح الكيماوي الذي دفع ثمنه غالياً وتحول بعده إلى "حيوان" بشكل رسمي، ولن يتغير في الأمر شيء فيما بعد الإجلاء حسب رأيهم، حيث أن القصف مستمر ولم يتوقف وليس بمقدور الأسد فعل المزيد فهو لا يملك القوة العسكرية القادرة على ذلك.
كذلك رأوا ان بمقدور الثوار تحريك الجبهات بعد تأمين ظهرهم من طرف الفوعة وكفريا التي كانت تستهلك مئات المقاتلين للرباط حولها يومياً.
وتجدر الإشارة إلى أن الثوار تمكنوا من تحرير كامل محافظة إدلب من قبضة قوات النظام في آذار من عام 2015، فيما بقيت بلدات كفريا والفوعة ذات الطائفة الشيعية الموالية لإيران محاصرة منذ ذلك الحين، ودخلت ضمن اتفاق المدن الأربعة بعد حصار قوات النظام للزبداني ومضايا بريف دمشق، ومازالت ضمن الاتفاق حتى اليوم.