بلدي نيوز - دمشق (هبة محمد)
نشرت وكالة إعلام إيرانية مقربة من الحرس الثوري الإيراني مقالا باللغة الفارسية، اعترفت فيه بمقتل نصف مقاتلي الحرس الثوري، ممن يتم تعبئتهم على جبهات سوريا، من بداية شهر كانون الثاني من العام الحالي 2015 وحتى الشهر الجاري.
ووفقا للمصدر الإيراني فإن معظم قتلى القوات الإيرانية كان في شمال سوريا، وتحديدا في محافظة حلب، في حين يرى مراقبون للشأن الإيراني أن "معركة حلب تعد من أصعب المعارك التي يخوضها الحرس الثوري الإيراني منذ انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية في ثمانينيّات القرن الماضي".
ضراوة المعارك وخسارة الحرس الثوري الإيراني لقسم كبير من قادة الصف الأول فيه، دفعت به إلى إرسال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني للإشراف على إدارة معارك حلب، وأكدت وسائل إعلامية إيرانية مقربة من الحرس أن سليماني ما زال في دمشق يقود الحرب السورية عبر غرفة عمليات شكلها الحرس الثوري هناك.
ويأتي ذلك بالوقت الذي نعى فيه الإعلام الحربي لقوات الحرس الثوري الإيراني، مقتل المتطوع "محمد رضا إبراهيمي" يوم أمس الخميس التاسع عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، حيث سيدفن في مسقط رأسه ضمن مقبرة قتلى الحرس الثوري في مدينة أصفهان الإيرانية.
واللافت في الأمر، أن الضباط العسكريين وقادة الحرس الثوري الإيراني ممن قد حالفهم الحظ ونجوا من الحرب العراقية-الإيرانية في الثمانينيات من القرن الماضي، قد لقوا حتفهم خلال المعارك الضارية والمستمرة في الشمال السوري، والتي سقط فيها عدد كبير من قادة من الحرس الثوري، كالجنرال "حسين همداني وإبراهيمي وقنواتي" وغيرهم من القادة الذين كانوا من أبرز القيادات الإيرانية المشاركين في الحرب العراقية-الإيرانية.
مصادر إعلامية شيعية، كانت قد أكدت في وقت سابق مقتل 65 من ضباط وجنود الحرس الثوري الإيراني في سوريا، إضافة إلى سقوط عشرات من القتلى والجرحى في صفوف حزب الله أيضا أعلن عنهم في لبنان، وذلك منذ بداية التدخل الروسي الجوي الواسع في سوريا قبل شهر ونيف.
أما على الصعيد الرسمي الإيراني، فقد اعترفت طهران بمقتل 200 إيراني في سوريا، وبمشاركة الحرس الثوري الإيراني في القتال وتدريب قوات الأسد، وذلك على لسان نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي.
ويربط مراقبون، لجوء إيران إلى الإعلان عن قتلاها بسوريا، بمحاولتها تعزيز موقعها التفاوضي الرامي للإبقاء على "الأسد" ونظامه، في وجه روسيا التي تمكنت من جلب "الأسد"، إلى موسكو في طائرة شحن روسية، موجهة رسالة إلى العالم على أنها الوحيدة على إخراج الأسد من مخبئه، وبالتالي التحكم بمصيره، فهو بالنهاية لم يزر إيران على الرغم من قتالها إلى جانبه لأكثر من أربع سنوات.