"سائر".. واحد من رجال ماتوا "ليحيوا الناس جميعا" - It's Over 9000!

"سائر".. واحد من رجال ماتوا "ليحيوا الناس جميعا"

بلدي نيوز – (محمد خضير)
تزداد قصص الصمود في سوريا في وجه آلة الإجرام التي فاقت الواقع وحتى الخيال، فهناك مئات بل آلاف القصص اليومية التي تحكي تفاصيل المأساة، لكن المفارقة أن هذه الجرائم لا تزيد الشعب إلا مزيداً من الثبات وتشحنه بالقوة لمتابعة النضال من أجل الحرية والكرامة.

منذ أشهر فَقَدَ "سائر" زوجته وطفليه بقصف طيران النظام لمنزله، وظل وحيداً يعيش على صدى أصوات عائلته التي قتلت بدم بارد، ويعاني مرارة الفراق عند وقوفه على أطلال منزله المدمّر.
"سائر حاج صالح" شابٌ سوري من مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، شمالي سوريا، يبلغ الـ 34 من العمر، أبٌ لطفلين، زيد ومصطفى اللذان لم يبلغا العاشرة من عمرهما.
ففي يومٍ من جحيم في حياة "سائر" بتاريخ 28 / تموز / 2016 استهدفت الطائرات الحربية منزل سائر في المدينة، لتَقُتل فلذات كبده طفليه الوحيدين وزوجته.
ولم تمضِ أربعة أشهر على استشهاد زوجته وطفليه، حتى يتابع مسيرة الأمل، ويدخل صفوف الدفاع المدني (الخوذ البيضاء( في مدينته.
أصبحت حياة "سائر" الجديدة بين ركام المنازل في رحلة البحث عن ناجين بين الأنقاض، وهمه العثور على فرجة أمل لعالق يبحث عن البقاء بعد غارة غادرة في ظلمة الليل أو وضح النهار، في ظل استمرار القصف اليومي على جسر الشغور.
أحب "سائر" عمله كثيراً وساهم في إنقاذ العشرات من الأطفال والنساء، ما زرع في نفسه الفرح الذي أنساه الحزن على عائلته، لكن الأقدار شاءت أن يلتحق بركب عائلته، مع زميله محمد كرنيبو بغارة جوية ثانية أثناء محاولته إخماد النار نتيجة غارة جوية أولى في نفس المكان.
وقال إعلامي الدفاع المدني في منطقة جسر الشغور "دريد حاج حمود" لبلدي نيوز: "كان سائر ذا ضحكة وابتسامة جميلة، لا تفارق وجهه في كل الأوقات، رغم مصابه باستشهاد زوجته وطفليه، لم يكن عمره حاجزاً أمام ضحكة زملائه في الفريق، حيث كانت روح الأخوة والعمل الإنساني تجمعه مع فريق الدفاع وتعيش وتتغلغل في زوايا مركزهم".
وأضاف "حاج حمود"، أنه رغم قصر الفترة الزمنية التي انضم فيها للدفاع المدني، إلا أنه كان شغوفاً بالعمل، وكان من الأشخاص الذين يحبون تعلم أشياء جديدة في عمل الدفاع، رغم أن مسماه الوظيفي "سائق"، فخاضَ دورات لتعلم البحث والإنقاذ والإطفاء، وتعلمَ المبادئ الأساسية في الإسعاف.
وتابع "حاج حمود": "أتذكر منذ أسبوع عندما قصفت الطائرات بناء سكنياً داخل المدينة، توجه سائر مع فريقه للمكان، ليسمع نداء وصرخات العالقين بين الأنقاض، ليبدأ العمل لساعات طويلة في حفر طريق بيديه العاريتين، ليستطيع في نهاية المطاف إخراج شاب وزوجته أحياء من تحت الأنقاض، حيث امتزجت وقتها مشاعره بين الفرح والبكاء، فرحٌ لإنقاذ أرواح وإخراجهم على قيد الحياة، وبكاءٌ على طفليه وزوجته الذين لم يستطع إنقاذهم وإخراجهم من بين ركام الموت.
بدوره "أحمد يازجي" مدير الدفاع المدني بمنطقة جسر الشغور تحدث لبلدي نيوز عن استشهاد المتطوعين لمركز جسر الشغور قائلاً : "في تمام الساعة 10 مساءً من يوم الجمعة الماضي، قامت الطائرات الحربية الروسية بتنفيذ غارة جوية استهدفت محيط مدينة جسر الشغور، ما تسبب باندلاع حرائق في الأراضي الزراعية، حيث توجه سائر وفريقه المكون من خمسة متطوعين لمكان الحريق، وأثناء عملهم على إخماد الحريق، عاودت الطائرات الحربية لتستهدف الفريق، ما تسبب باستشهاد سائر حج صالح و محمد كرنيبو، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح وحروق".
وأَضاف اليازجي، أنه رغم تلك الغارات ورغم الضربات الجوية التي تستهدف الدفاع المدني بشكل عام وليس فقط فريقنا في مدينة جسر الشغور، لم تقتل تلك الغارات بنا سوى الخوف من الموت، ولن تقتل السلام بداخلنا، ولن توقفنا عن عملنا الإنساني بإنقاذ المدنيين من الضربات الجوية للنظام وحليفه الروسي.
وختم حديثه بالقول: "قصة سائر لم تكن القصة الأولى من نوعها في الدفاع المدني السوري، فشعارنا المعروف (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) لا زال مرسوماً بين أعيننا، وإنقاذ المزيد من الأرواح يزيدنا إصراراً على المضي قدماً حتى ولو كلفنا حياتنا".

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//