السيناريو جاهز.. هل يستنسخ الأسد تفجيرات الكنائس المصرية في "محردة"؟ - It's Over 9000!

السيناريو جاهز.. هل يستنسخ الأسد تفجيرات الكنائس المصرية في "محردة"؟

بلدي نيوز – (منى علي)

صعدت المعارضة السورية من لهجة التحذير بخصوص خطط نظام الأسد ومن خلفه إيران، الزج بمسيحيي مدينتي محردة والسقيلبية في حربه على الشعب السوري، واستثمار البعد الديني للمدينتين في إذكاء الأحقاد وتوسيع الهوة بين مكونات الشعب السوري، لتحقيق مكاسب خارجية تتمثل بابتزاز أوروبا وإحراج حكوماتها أمام الجماهير، فضلا عن استثمار اليمين الديني والقومي الأوربي المتطرف لذلك، لإظهار المعارضة وكأنها تستهدف المسيحيين السوريين على أساس ديني.

وقال مراسل بلدي نيوز في حماة، أحمد العلي، إن "جيش العزة" العامل في حماة وريفها، قد أصدر أمس السبت بياناً أوضح فيه أن نظام الأسد والميلشيات الإيرانية تعمدوا تحويل كنائس وأديرة مدينة محردة بريف حماة إلى ثكنات عسكرية ومستودعات أسلحة، في خطوة تستجدي ضرب تلك الأماكن من قبل فصائل الجيش الحر التي بدأت معركة ضد النظام في تلك المنطقة. وقبل ذلك كان تجمع "مسيحيون سوريون من أجل السلام" قد أصدر بياناً أوضح فيه أن المدينة المسيحية محتلة تماما من قبل قوات الأسد والميلشيات الإيرانية الذين يهدفون إلى إجبار الجيش الحر على استهدافها لتسويق ذلك على أنه "هجمات إرهابية" ضد مقدسات مسيحية!

ودعا "جيش العزة" المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على هذه المدينة وتحييدها، والعمل على إخراج الميليشيات الشيعية منها، لقطع الطريق على المخططات، ومنعاً لتكرار تجربة جنوب لبنان، التي هجر فيها المسيحيون، وبهدف الحفاظ على النسيج والتركيبة الاجتماعية لهذه المدينة، التي عاشت حسن الجوار والسلام لمئات السنين.

فهل ينجح نظام الأسد وإيران بخلق توتر جديد في المنطقة يدخل القضية السورية في نفق جديد؟ وإلى متى تستطيع فصائل المعارضة تحمل الوضع الميداني وضبط النفس إزاء التهديدات الجسيمة انطلاقا من تلك المناطق؟

الصحفي السوري "إياد عيسى" يجيب عن هذه التساؤلات بالقول: "منذ الأيام الأولى للثورة 2011، وقبل خطاب بشار الأسد الضاحك الشهير تحت قبة ما يسمى بمجلس الشعب، خرجت بثينة شعبان على شاشة التلفزيون لتدعي أن سورية مهددة بـ (الفتنة الطائفية)، ولا تزال كذبة حماية الأقليات هي الذريعة المفضلة لمافيا الأسد، وللأسف غالبية هذه الأقليات انحازت للكذبة وهي تعرف أنها كذبة وكان انحيازها الصادم غالباً عن طيب خاطر وليس عن قناعة، وكل ما جرى ويجري من تدخلات تم تحت ستار هذه الكذبة الكبرى حيث تدخلت إيران بزعم حماية المراقد الشيعية، فيما تدخلت روسيا بمباركة من الكنيسة الأرثوذكسية، وحتى يوم أمس يدعي الإعلام الروسي أن روسيا تحمي المسيحيين في سورية".

وحول ما يحدث في مدينة محردة، أضاف الصحفي "عيسى" في حديث خاص لبلدي نيوز: "ما يحدث حالياً في محردة يخدم هذه الكذبة ولذلك تتغاضى موسكو عن تحويل أديرة وكنائس المدينة إلى ثكنات لاستهداف الثوار في المناطق المحيطة، على أمل أن يتم استهدافها من قبل مقاتلي المعارضة ثم توظيف ذلك إعلامياً لتأكيد أن الثوار طائفيون وأن الأقليات مهددة".
وعن آليات تفادي هذا السيناريو، يقول "عيسى" موضحا: "برأيي أن الثوار عملوا ما بوسعهم إذ أصدروا بياناً يطمئنوا أهالي محردة بأن المدينة ليست هدفاً لهم، كما طالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لتحييد المدينة وإخراج الميليشيات التابعة لإيران منها. في حين أن أهالي محردة لا يقومون بواجبهم في تحييد الشبيحة من أبناء المدينة عما يجري وعن القتال إلى جانب بشار الأسد، كما لم يخاطبوا رسمياً المجتمع الدولي أو يطالبوا روسيا بالضغط لسحب الميلشيات الشيعية التي تحتل المدينة وتستهدف مناطق الثوار كما يقولون هم أنفسهم، ولذلك على الثوار محاولة توثيق ما تقوم به الميلشيات الإيرانية وميلشيا الأسد من تحويل الأديرة والكنائس إلى ثكنات ومرابض أسلحة ثقيلة، ثم إعطاء مهلة زمنية للمجتمع الدولي والاحتلال الروسي لمعالجة الموضوع جدياً، وفي حال عدم الاستجابة استهداف تلك الكنائس والأديرة بشكل مباشر لأن تحويلها إلى ثكنات يسقط عنها صفة القدسية، ويجب معاملتها عندئذ كأهداف عسكرية لا أكثر ولا أقل".

التفجيرات الإرهابية التي استهدفت كنائس مصرية، اليوم الأحد، في الإسكندرية وطنطا، وأودت بحياة 44 شخصاً إضافة لمئات المصابين، ولقيت ردات فعل قوية وصارمة من المجتمع الدولي بأسره، يُخشى أن تُسرع السيناريو الذي أعده الأسد ومن خلفه إيران وروسيا لخلق فتنة دينية جديدة، في محاولة للتغطية على مجزرة خان شيخون الكيماوية واستيعاب ارتداداتها، وخلق مسار جديد في القضية السورية يستثمره حلفاء الأسد للعب على عامل الوقت وإحراج العالم الغربي في ملف الأقليات وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمسيحيين.

مقالات ذات صلة

طالت أفرادًا وكيانات إيرانية ... الولايات المتحدة وبريطانيا تفرض حزمة عقوبات جديدة

ماذا فعلت إيران لتخفي آثار الهجوم الإسرائيلي الأخير على قاعدتها الجوية؟

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

بعد الرد الإيراني عقوبات جديدة تطال كيانات وافراد في إيران

إيران تخلي مقر قيادة "الفوج 47" بمدينة البوكمال من الأسلحة

عناصر تابعون لإيران يدخلون مدينة البوكمال ، فما الهدف؟