بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
تباينت تغطية الصفحات والإعلام الموالي لنظام الأسد، في نقلها لوقائع مجزرة الكيماوي التي خلفها قصف الطيران الحربي التابع لقوات النظام فجر اليوم الثلاثاء على مدينة خان شيخون بإدلب، إلا أن ما جمعها هو إظهار الحقد والشماتة بموت الأطفال السوريين، حيث باركت صفحات إعلامية القصف واعتبرته رداً طبيعياً من النظام على عشرات بل مئات القتلى والجرحى من أبناء الطائفة العلوية، في حين حاولت بعض الوكالات المحسوبة على نظام الأسد والمتعاونة معه نفي الاستهداف وشن حملة مضادة.
وتناقلت الصفحات الموالية للنظام خبر المجزرة التي ارتكبها الطيران الحربي على أنها رد طبيعي لقوات الجيش على مئات القتلى الذين وصلوا للمناطق الموالية في المعارك الأخيرة مع الثوار، وأن الاستهداف بغاز السارين هو من أولى الردود للنظام وقوات الجيش على ذلك.
وفي موقع آخر تناقلت صفحات موالية الخبر على أن الثوار استخدموه لقصف المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بريف حماة، وأنه سقط عن طريق الخطأ في مدينة خان شيخون، وأن الغاز مصدره تركيا التي زودت الثوار به وأن السحر انقلب على الساحر!.. حسب وصفهم.
بالمقابل عمل الإعلام الموالي للنظام على ترويج ذات الفكرة المتعلقة بأن تركيا زودت الثوار بمواد سامة لاستخدامها في معارك ضد قوات النظام، حيث نقلت الخبر "دمشق الآن" على النحو التالي: "مصادر مطلعة تؤكد تهريب مواد تستخدم في صناعة الأسلحة الكيميائية من بينها مادة الكلور من تركيا إلى ريف إدلب الشمالي".
أما الإعلام المساند والموالي المتمثل بالإعلام الإيراني فكان مخالفاً تماماً في نقله للخبر حيث ادعى وقوع انفجار في مستودع للسلاح يتضمن مواد كيماوية كانت بيد الثوار، وأن الغازات أصابت المقرات التابعة للثوار وامتدت منها للمناطق المدنية، مخالفة بذلك ما روجته الصفحات الموالية عن أي من الأنباء المتعلقة باستهداف جيشها أو رد النظام على الثوار أو وصول السلاح من تركيا.
وبث ناشطون في إدلب عشرات الصور والفيديوهات التي تدحض ادعاءات إعلاء النظام.. تظهر الصور والفيديوهات منذ اللحظات الأولى لقصف الطيران الحربي بعدة غارات على مدينة خان شيخون وحجم الإصابات وعمليات الإسعاف من داخل المنازل السكنية حيث ظهرت الغالبية العظمى من الشهداء والإصابات من الأطفال والنساء، كما أن الصور الواردة للمخلفات تؤكد بشكل أكبر تورط النظام في استهداف المدينة بالصواريخ المحملة بمواد سامة.
وكانت قوات النظام قصفت بغاز الكلور والغازات السامة لمرات عدة ريف حماة الشمالي في الأيام القليلة الماضية خلفت شهداء وعشرات الإصابات، كما استهدف الطيران المروحي بلدة الهبيط بغاز الكلور مساء أمس مخلفاً العديد من الإصابات.