بلدي نيوز – (منى علي)
في تراجع كبير عن مواقفه قبل تسلمه رئاسة الحكومة اللبنانية، اعتبر سعد الحريري أن خلافه مع "حزب الله" في القضية السورية هو خلاف "رأي"، فاتحا بذلك الباب تماماً أمام تدخل الحزب الإرهابي في سوريا إلى جانب قوات الأسد، وبذلك يكون "الحريري" –الزعيم التقليدي لسنّة لبنان- قد تنازل عن دوره في التوازن على الساحة اللبنانية، بعد هزيمته أمام محور عون – نصر الله، الذي جاء بحليف الأسد وحزب الله، ميشال عون، إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية، ليغدو "الحريري" هو الحلقة الأضعف في الصراع اللبناني على المستويين الداخلي والخارجي.
ففي حوار مع قنوات "فرانس 24" أمس، معلقا على دور "حزب الله" في الحرب السورية وعما إذا كان الحزب يُعرّض لبنان للخطر جراء تدخله العسكري في سوريا، أكد رئيس الحكومة اللبنانية "سعد الحريري" وجود اختلاف في الموقف حيال هذا الموضوع بينه وبين الحزب لكنّ هذا الخلاف "لا يجب أن يؤثر على إدارة البلد"، وقال: "برأيي ما يقوم به خطأ وهو يعتبره صواباً، نحن نقول إنّ ذلك يؤثر على الوضع الأمني في البلد، وهو يقول إنه لا يؤثر، لا هو سوف يقنعني بوجهة نظره ولا أنا سأقنعه بوجهة نظري، هناك اختلاف سياسي وما يهمني هو الاستقرار في لبنان"!.
وبدل الملف السياسي والعسكري الذي يهدد سوريا والمنطقة برمتها، وعلى رأسها لبنان، كونه الخاصرة الهشة لسوريا، صب الحريري اهتمامه على ملف اللاجئين، وعشية مشاركته في مؤتمر بروكسل للنازحين بعد غد الأربعاء، وجّه الحريري رسالة "تهديدية" إلى المجتمع الدولي عبّر فيها عن حراجة الوضع "الضاغط جداً" بسبب استضافة نحو مليوني لاجئ سوري وفلسطيني..
وأضاف الحريري: "نحن نعاني من وجود مليون ونصف مليون نازح سوري استقبلناهم بسبب الحرب السورية التي تؤثر على كل المنطقة، واجبنا أن نستقبلهم ولكن أيضاً واجب المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته أمام المجتمع اللبناني وأمام النازحين".
وهدد الحريري بأن لبنان لن يحتمل أكثر من ذلك، طالبا من الدول الأوربية ضخ استثمارات بقيمة 12 مليار دولار في السوق اللبناني، لتخديم اللبنانيين المتضررين والسوريين اللاجئين، لافتا إلى أن نسبة اللاجئين تعدت 40% من عدد السكان.
ولم يفت الحريري التذكير بأن هؤلاء المليون ونصف ربما يتدفقون على بلدان أخرى غير لبنان، إذا لم يتم تدارك الأمر.
عدم وجود طرف يحمي اللاجئين ويدعمهم، جعل اللاجئين السوريين بلبنان أكثر عرضة للانتهاكات والاعتداءات العنصرية، حتى باتت حكومة الحريري و"الجيش اللبناني" غير قادرين على حماية هؤلاء اللاجئين من عنصرية بعض القرى التي تقرر علنا طردهم وتعلق لافتات تدعوهم للمغادرة وتهددهم علانية بمصير أسود! في الوقت الذي يهاجم إرهابيو "حزب الله" بلداتهم في سوريا ويهجرونهم منها ليحلوا مكانهم وجوهاً غريبة بأسماء غريبة، لن يطول بها الوقت حتى تتمدد عبر الخاصرة الهشة إلى لبنان.