بلدي نيوز – (محمد خضير)
شاركت ميليشيا الدفاع الوطني (الشبيحة) التابعة لمدينة محردة، أمس الأحد، مع قوات النظام بالهجوم على مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي، وقصفت بصواريخ الفيل منازل المدنيين داخل المدينة، ومهدت لقوات النظام لاقتحامها.
وقال "أسعد حنا"، وهو عضو بوفد الهيئة العليا المعارضة للتفاوض، إن شبيحة مدينة محردة المسيحية بدأوا بشن هجوم على مناطق المعارضة بحلفايا وريف حماة.
وأضاف أن المدعوين "نابل العبد الله" من مدينة سقيلبية، و"سيمون الوكيل" من مدينة محردة يقودان ميليشيات الشبيحة في هذا الهجوم.
وأضاف "جاء الهجوم بعد أن قام الجيش الحر بتحييد مدينة محردة وأصدر بيانات أنهم لم ولن يهاجموهم"، وتابع "إذا رد الجيش الحر عليهم سنسمع ألف صوت لحماية الأقليات، لكن حاليا لم نسمع صوتا يستنكر هذا الهجوم"، مشيرا إلى أن هؤلاء الشبيحة يقاتلون تحت اسم المسيح والصليب.
وكان جيش العزة التابع للجيش الحر أصدر بيانا بتاريخ 22 آذار/مارس الماضي، حيّد فيه مدينة محردة عن معارك الثوار ضد قوات النظام في حماة وريفها، ووجه الناطق باسم جيش العزة، رسالة إلى أهالي مدينة محردة أكد فيها أن النظام وروسيا يحاولان المتاجرة بقضية حماية الأقليات واللعب على وتر الطائفية، مضيفا "لذلك نود أن نوضح لأهالي محردة والمجتمع الدولي إن المدينة ليست هدف لنا ونعلن تحييدها عن القتال".
بدورها، قالت الدكتورة سميرة مبيض لبلدي نيوز "بحسب مصدر من داخل محردة، كانت هناك محاولة هجوم تمهيدي لاقتحام حلفايا، من قبل ميليشيا الدفاع الوطني المتمركزة داخل محردة وقوات النظام المدعومة من الميليشيا الطائفية، وذلك بمحاولة استفزازية لجر الجيش الحر لقصف مدينة محردة، كي يتهمه النظام وميليشيا الدفاع الوطني بقصفه لمدينة مسيحية عمداً".
وأضافت "مبيض"، "لا أعلم عدد المقاتلين المنضوين تحت ميليشيا الدفاع ولا المسؤول عنهم، لكن هدفهم رمزية المدينة بكونها ذات أغلبية سكانية مسيحية، لاتهام الجيش الحر بالإرهاب وقتل المسيحين، وكانوا قد بدأوا بنشر أكاذيب بأن المسيحين في محردة سيتعرضون لمذابح حتى بعد أن حيّد الثوار المدينة عن الصراع".
وأشارت مبيض، إلى أن الهدف من هذه العملية، هو محاولة إثبات إدعاءات النظام بأن الثوار جميعهم إرهابيون ومتطرفون، ومبادرات الثوار الوطنية كالتي قام بها الحر في بيان تحييد محردة عن الصراع لا تناسب النظام أبداً، وتنقض الفكرة التي يروج لها منذ ستة أعوام".
وكان أكد عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، المحامي ميشال شماس عبر صفحته الشخصية بموقع (فيسبوك)، أن نظام الأسد يهين أبناء الديانة المسيحية من أهالي بلدة محردة بريف حماة، ويحاول استخدامهم كورقة ضغط على الثوار، وذلك من خلال منعهم من النزوح من بلدتهم، وتحويل دور العبادة الى دشم ونقاط استناد عسكرية.
وقال "شماس" -وهو مهتم بقضايا حقوق الإنسان- إن ما تناقلته بعض الصفحات عن منع حواجز الأسد لبعض أهالي محردة من التوجه إلى اللاذقية، وإهانتهم وإرغامهم على العودة من حيث أتوا، هو أمر قد حدث فعلاً، وقد تأكدت من صحة ذلك من خلال مصدر موثوق من داخل محردة.
وأردف إن "التضييق على أهالي محردة ومحاولة توريطهم من خلال استخدام ساحات الكنائس والأديرة كمكان لتمركز الدبابات والمدفعية لاستهداف المناطق المجاورة، هو محاولة مكشوف لإشعال فتيل طائفي في المنطقة تؤدي بأهلها في أتون معركة طائفية، تلك السياسية التي دأب النظام على ممارستها منذ شهر أذار 2011 ، واستغلالها أمام الرأي العالمي وتقديم نفسه كمحارب للإرهاب وحامي المسيحيين، وهي لعبة مكشوفة لم تعد تنطلِ على أحد".
بدوره، قال المحلل العسكري محمد خير العطار، في حديث لبلدي نيوز، "من المرجح جدا حسب فهمنا لسياسات النظام، استغلال المعارك بإشعال الفتن المذهبية والطائفية والدينية، وفي معارك حماة اليوم، من الممكن ان يقوم نظام بشار الأسد بمجزرة ما أو افتعال حرائق ما، في بعض البلدات، كبلدة محردة التي يقطنها أبناء الديانة المسيحية، ثم يسلط الضوء على المجزرة أو الجريمة، متهما كتائب الثوار بافتعالها، بهدف رمي الفتن الطائفية بين الثوار من المسلمين السنة، وأبناء الديانة المسيحية".