(واشنطن بوست( - ترجمة بلدي نيوز
عقب الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس والتي أعلن فيها تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عنها، أعلن العديد من حكام الولايات المتحدة رفضهم السماح للاجئين السوريين بالاستقرار في ولايتهم .
وبحلول مساء الاثنين، وبعد أن صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن الولايات المتحدة ستستمر في قبول اللاجئين واعتبر أن من "المخزي" من أحد أن يقف ضد قدوم الفارين من العنف إلى البلاد، ارتفع بعد هذا الخطاب عدد الولايات الرافضة لللاجئين إلى 23.
الولايات تتضمن إلينوي وأوهايو وفلوريدا، نورث كارولينا، ساوث كارولينا، مين، ولاية ايوا، أوكلاهوما، ويسكونسن، نيو جيرسي، نيو هامبشاير، أريزونا، إنديانا، ماساتشوستس، ايداهو، لويزيانا، ميتشيغان، ولاية ألاباما وتكساس وكنساس وجورجيا وميسيسيبي، وأركنساس - ومعظمهم من الجمهوريين – وقد قالوا بأنهم يسعون لوقف قدوم اللاجئين السوريين لولايتهم خوفاً من الإرهابيين المتنكرين كلاجئين.
ماغي حسن، حاكمة ولاية نيوهامبشاير، هي أول سيناتور ديمقراطي تعبر عن دعمها لوقف تدفق اللاجئين إلى الولايات المتحدة بانتظار مزيد من التأكيدات من المخابرات المركزية بأن اللاجئين يخضعون لعميلات تدقيق شديدة وخصوصاً من سورية، وذلك لحماية مواطنيهم الأمريكان، كما صدر عن المتحدث باسم الحاكمة.
ومن جهتها أكدت منظمات غير ربحية تعمل مع الحكومة الاتحادية لإعادة توطين اللاجئين، بأنه في حال قدمت الولايات والسلطات المحلية المساعدة في هذا الشأن، فليس من سلطة أي حاكم إعاقة أو منع توطين لاجئ، إن كان قد دخل الولايات المتحدة شرعياً ووضعه القانوني سليم "لا يستطيعون فعل ذلك"، قالت لوسي كاريجان، المتحدثة باسم لجنة الإنقاذ الدولية: "هناك تعاون وثيق مع المحافظين ورؤساء البلديات وقادة المجتمعات المحلية بشأن قدرة المنطقة على استيعاب اللاجئين وأين يستطيعون الذهاب، وحين يتم تعديل وضعهم القانوني، لا أحد يستطيع منعهم من التنقل بين الولايات المختلفة".
ووفقاً لإدارة أوباما والتي أعلنت عن رغبتها في استقبال ما لا يقل عن 10،000 لاجئ سوري، فقد أعربت أكثر من 180 مدينة وبلدة استعدادها لقبول اللاجئين، على الرغم من معارضة بعد حكام الولايات، وقد قبلت الولايات المتحدة أكثر من 2100 لاجئ من سوريا منذ عام 2012، معظمهم في العام الماضي.
في ولاية ميشيغان والتي تحوي عدداً كبيراً من المسلمين، أشار حاكم الولاية ريك سنايدر يوم الأحد إلى "إن للولاية تاريخ غني بالهجرات والمتطرفين، لا يمثلون الطرق السلمية التي يتبعها السكان من أصول شرق أوسطية هنا وحول العالم"، وأضاف: "ولكن تبقى الأولوية لدينا هو حماية سلامة السكان لدينا"، ولذلك ستوقف ولاية ميشيغان مؤقتاً استقبال لاجئين جدد حتى ننسق مع الحكومة الفيدرالية بما يتعلق بالإجراءات المعمول بها لفحص المتقدمين.
وقال متحدث باسم مكتب سنايدر بأن "هذه الخطوة قصيرة الأمد ولن تخص مجموعة معينة من اللاجئين ولن تؤثر على من هم بالفعل في طريقهم للبلاد".
ويبدو أن مسألة اللاجئين قد اتخذت بعداً سياسياً بشكل سريع فكان المرشح الجمهوري وحاكم ولاية لويزيانا بوبي جندال أول المتسابقين لإصدار قرار بمنع اللاجئين من دخول ولايته، وبعد ساعات قليلة من قرار حاكمة ولاية كارولينا بأنها لن تمنع اللاجئين، عادت وغيرت رأيها في رسالة إلى وزير الخارجية جون كيري، تطلب فيها وقف توطين اللاجئين في ولاية كارولينا، حتى يتم التأكد من أن لا صله لهم مع الإرهابيين .
ولا يمكن التكهن بما قد يفعله حكام هذه الولايات لإيقاف تدفق اللاجئين، إلا أن طلبات اللجوء يتم التعامل معها من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، وتستغرق العملية ما بين 18 و 24 شهراً، وتفحص الطلبات من قبل وزارة الأمن الداخلي ومن ثم تتم مقابلتهم قبل إرسالهم إلى الولايات المتحدة، ووفقاً لنشطاء حقوق الإنسان، هؤلاء اللاجئون هم أكثر من يتعرضون لعمليات تحقيق دقيقة وصارمة .
وفي بيان، قال المرشح الرئاسي وحاكم ولاية أوهايو جون كيش أنه يعارض إعادة توطين اللاجئين السوريين في ولاية أوهايو، وبعث إلى أوباما يطلب منه التوقف عن إرسال اللاجئين إلى ولايته، مشيراً إلى أنه لا يملك السلطة لإيقاف العملية بنفسه.
ومن جهة أخرى كانت هناك مساعي باتجاه الكونغرس للعمل على وقف التمويل الاتحادي لتوطين اللاجئين، ففي رسالة موجهة إلى رئيس مجلس النواب بول ريان ويسكونسن وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أشار حاكم فلوريدا ريك سكوت "ان الولايات لا تستطيع وقف الأموال الفيدرالية من الذهاب نحو إعادة توطين ما يصل الى 425 لاجئ في ولايته، وقال : "نحن نفهم أن الولاية لا تستطيع منع الحكومة الاتحادية من تمويل نقل هؤلاء اللاجئين السوريين إلى فلوريدا حتى من دون دعمنا ولذلك فإننا نطلب من الكونغرس اتخاذ إجراءات فورية وحازمة لمنع أوباما وإدارته من تمويل نقل اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة".
وذهب حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت أبعد من ذلك، داعياً أوباما إلى وقف جميع الخطط لقبول اللاجئين في الولايات المتحدة تماماً.
على الأقل رفض اثنين من الحكام الديمقراطيين الانضمام الى نظرائهم الجمهوريين في اتخاذ موقف ضد اللاجئين، فقد قال كل من حاكم ولاية بنسلفانيا توم وولف وحاكم ولاية فرجينيا تيري مكوليف بأن ولاياتهم مستمرة في قبول اللاجئين.
من جهته صرح مارك تونر نائب المتحدث باسم الخارجية بقوله: "إن تركيزنا الآن هو العمل مع الكونغرس، والولايات والحكومات المحلية ومحاولة تفهم قلقهم إزاء اللاجئين"، وأضاف "نحن ندرك هذه المخاوف ونحن في طريقنا للتصدي لها."
بعض المرشحين للرئاسة، مثل السيناتور تيد كروز قد اقترح أنه لمخاطرة كبيرة جداً الاعتراف اللاجئين المسلمين، وهو ما رد أوباما عليه في مؤتمر صحفي خلال قمة مجموعة ال 20 في تركيا بوصفه بأنه " اقتراح لا يمت لأمريكا بصلة"، وأضاف "إن على الولايات المتحدة أن تقوم بدورها وإنه من العار أن نسمع اقتراحات باستقبال اللاجئين المسيحيين وليس المسلمين وأنه يجب أن يكون هناك اختبار ديني لمن فر من بلاد مزقتها بالحرب، فبعض من يقترح ذلك هم أنفسهم وعائلاتهم استفادوا من الحماية عندما كانوا يفرون من الاضطهاد السياسي وهذا مخجل فهذه ليست مبادئ أمريكا وهي خيانة لقيمنا".