من الرقة إلى إدلب.. مطامع وأوهام "قسد" تتمدد! - It's Over 9000!

من الرقة إلى إدلب.. مطامع وأوهام "قسد" تتمدد!

بلدي نيوز – (منى علي)

بعد تصريحات الزعيم الكردي الانفصالي "صالح مسلم" أول أمس بأن الرقة ستكون جزءاً من فيدرالية كردية تقام شمال وشرق سوريا، قال قائد "وحدات حماية الشعب" الكردية الانفصالية، سبان جو، في تصريح لصحيفة الحياة اللندنية، إنه لا يستبعد توجه قوات "قسد" إلى إدلب للاستيلاء عليها، بعد معركة الرقة التي توقع ألا تدوم أكثر من أسابيع معدودة.. وبرر القيادي الانفصالي موضوع التوجه إلى إدلب بمحاربة "هيئة فتح الشام" التي تضم "مجموعات إرهابية" حسب زعمه منها "جبهة النصرة".

ومع انشغال تركيا بملفاتها واستحقاقاتها الداخلية، وانشغال الثوار بمعارك دمشق وحماة، يبدو أن الانفصاليين الأكراد يسعون لاستثمار الدعم الأمريكي الروسي إلى أبعد مدى، حتى إن مطامعهم تجاوزت ما رسموه هم أنفسهم لكيانهم المزمع في سوريا، فتمدد حلمهم ليشمل ما يقارب نصف مساحة سوريا، وهي مناطق في معظمها ذات أغلبية عربية مطلقة.

الباحث والكاتب السياسي السوري، عبد الرحمن مطر، رأى أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تبدو وكأنها تريد استباق الزمن، في سعي محموم، ليس فقط لفرض أمر واقع، بتواجدها على الأرض، كسلطات إدارة عسكرية، فرضتها الولايات المتحدة في سياق حربها ضد داعش، وإنما تعمل على أكثر من سياق سياسي واجتماعي، يتجاوز دورها المحدد في العمليات العسكرية. حيث تمنح نفسها دوراً واسعاً في المنطقة الممتدة من شرق الفرات وصولاً إلى الرقة، حيث تتواجد بدعم أميركي، وتقوم بإدارة مباشرة، أو غير مباشرة للمناطق التي طردت منها داعش، وتعمل على تشكيل مجالس محلية وفقاً لمصالحها الأساسية، المتمثلة بمجالس محلية ضعيفة، تابعة لها، وتلتزم برامجها.

واستدل الكاتب السياسي "مطر" على هذا الحال، بمحاولات "قسد" المستمرة من أجل تشكيل ما تسميه إدارة مدنية للرقة – على سبيل التحضير – يتولى مهام إدارة شؤون الرقة، للمرحلة التي تلي طرد داعش منها. وتفترض قسد مسبقاً، أن الرقة سوف تدين لها، ويمكنها من إلحاقها بمشروع فيدرالية الشمال السوري.

وأضاف "مطر" في تصريح خاص لبلدي نيوز أن "ما جاء من تصريحات متعددة على لسان قادة (قسد)، والاتحاد الديمقراطي غير مرّة، يكشف بوضوح النوايا المتصلة بالاستمرار في السعي نحو بناء كتلة جغرافية متصلة تقود إلى إنشاء فيدرالية، تتحول إلى (كردستان سورية)، مستفيدة بذلك من الاعتماد الأميركي عليها كقوة برية أساسية  في الحرب على داعش".

وزاد: "من الواضح أن تضخم الأنا لدى قادة قسد، سرعان ما تواجهه التحديات التي تفرضها طبيعة المعركة على الأرض. وفي الواقع تدرك واشنطن، قبل غيرها، أن قسد غير قادرة على الدخول في عمليات/ معارك عسكرية، مع داعش، أو حتى فصائل الجيش الحر، دون أن تكون هناك مساندة مباشرة وفعّالة من قبل قوات التحالف. ولذلك، نجد أن تقدمها في المناطق الخالية من داعش، واحتاجت لعمليات إنزال جوي غرب وجنوب الطبقة، في منطقة جغرافية صغيرة ومحدودة. وبالتالي فإن قدراتها المحدودة، لا تسمح لها بالقيام بأية عمليات سيطرة على الأراضي، أو (تحرير) دون دعم أميركي مباشر".

وعن سير العمليات العسكرية في الرقة ومساعي "قسد" وإمكانياتها العسكرية، قال "مطر": "يمكنها (قسد) في الرقة أن تتقدم على وقع ثلاثة عوامل أساسية: رفع وتيرة استهداف المدنيين بجرائم القتل الجماعي، ما يعني القتل والتهجير، وإفراغ المناطق من ساكنيها، أي ارتكاب المزيد من  جرائم الحرب. والثاني هو وسائل الحرب النفسية كمسألة انهيار سد الفرات، والثالثة التقدم تحت غطاء القصف الجوي المباشر لقوات التحالف".

أما ما يتصل بإدلب، "فالمسألة مختلفة جداُ، المنطقة الغربية، لا تدخل في المخططات الاستراتيجية للولايات المتحدة، في سياق التفاهمات الأميركية – الروسية، وبالتالي ما يتحدث به قادة قسد هو نوع من التصريحات الجوفاء، التي لا أسس لها على أرض الواقع".

ولخص الباحث والسياسي "عبد الرحمن مطر" رؤيته لواقع الحال بالقول: "تصورات قسد بشأن الرقة،  تبدو ممكنة، نظرا لغياب أية بدائل لدى المعارضة السورية، وخلوْ الرقة من أبنائها، إضافة لحالة التشتت التي تسم مكوناتها وفاعلياتها. إلا أن الأمر ليس بمثل هذه البساطة التي يعتقد بها قادة قسد، فالتطورات حبلى بالمفاجآت، ولا يمكن إلحاق الرقة بالشكل الذي تتحدث عنه قوات سوريا الديمقراطية، فكل أشكال بناء الفيدراليات أحادية الجانب، مصيرها الفشل".

مقالات ذات صلة

روسيا تعلن استعادة 26 طفلا من شرق سوريا

في اليوم العالمي للطفل.. اكثر من 30 ألف طفل قتلوا في سوريا منذ 2011

انفجار دراجة نارية مفخخة على طريق الرقة - الحسكة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

"قسد" تحدد موعد انتخابات البلديات التابعة لها بريف ديرالزور

خسائر من قوات النظام بهجوم للتنظيم في الرقة