تعرضت مقرات الوحدات الكردية في مدينة الحسكة، لأكثر من عملية تفجير أو اقتحام، بينها الهجوم على "بيت الشعب" في حي الناصرة بالمدينة من قبل تنظيم (الدولة)، ما أدى لمقتل 16 عنصرا من قوات الأمن الكردي (الآساييش) في مطلع أيار/ مايو الفائت.
كان من المفترض إن سيطرة الوحدات الكردية على جبل عبد العزيز في أيار/ مايو الفائت، أن يشكل سورا يحمي الحسكة من هجمات تنظيم الدولة، لكن التنظيم بدأ نهاية الشهر الماضي، هجوما واسعا على الحسكة بهدف السيطرة عليها.
يظهر إحصاء عدد السيارات التي فجرها تنظيم الدولة الإسلامية ضد الوحدات الكردية، هشاشة الهيكلية الأمنية للوحدات وقدرة التنظيم على اختراقها في المناطق، التي تسيطر الوحدات الحليفة للغرب.
في حديث لشبكة "بلدي" قال الناشط "أبو جاد الحسكاوي": إن "تنظيم (الدولة) فجر في الشهر الأخير أكثر من 20 سيارة مفخخة ضد مليشيا الوحدات الكردية، بمناطق مختلفة، بعضها بعيد عن خطوط الاشتباكات بين الطرفين في الحسكة أو ريفها".
أضاف الحسكاوي، أن "مقاتلا في التنظيم اقتحم بحزام ناسف فندق هدايا في مدينة القامشلي في 21 حزيران/يونيو الفائت، كما ففجّر التنظيم دراجة نارية قبل أسابيع قليلة أمام مقر لقيادي في الوحدات الكردية بمدنية رأس العين، ثم فجر سيارة مفخخة في 11 تموز/ يوليو الحالي بتجمع للوحدات الكردية بمنطقة أصفر نجار جنوب المدنية، في حين استهدفت سيارات مفخخة للتنظيم مواقع الوحدات الكردية في قرى الريف الجنوبي والغربي للمدينة رأس العين.
سيطرت الوحدات الكردية على مدينة تل أبيض شمال محافظة الرقة في منتصف حزيران/ يونيو، وتقدمت بسرعة على حساب تنظيم الدولة بدعم فعّال من طيران التحالف الدولي، حيث وصلت إلى بلدة عين عيسى وسيطرت على مقر اللواء 93 التابع للفرقة 17، وأصبحت على مسافة حوالي 70 كم عن الرقة معقل التنظيم الأهم في سوريا، لكن التنظيم أعاد الهجوم على البلدة واللواء، حيث تشهد المنطقة معارك عنيفة بين الطرفين.
في السياق ذاته، استطاع التنظيم الوصول إلى عمق مناطق سيطرة الوحدات الكردية المدعومة بعناصر من الجيش الحر، ففجر سيارة مفخخة في تجمعا للقوات المشتركة قرب بلدة سلوك بمطلع الشهر الحالي، أوقعت أربعة قتلى من عناصر لواء التحرير المساند للوحدات الكردية.
جاءت المفاجئة، في هجوم مجموعة مؤلفة من عشرات العناصر، أرسلها التنظيم نهاية حزيران/ يونيو الماضي، لتسيطر على مناطق عدة من مدينة عين العرب –كوباني، التي اعتبرت رمز التعاون بين الولايات الامريكية المتحدة وبين الأكراد ممثلين بحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK)، ما اعتبر الخرق الأبرز لدفاعات الوحدات الكردية، حيث تمكن مجموعة من التنظيم من الوصول إلى المدينة، والسيطرة على مواقع داخلها مستغلا غياب الغطاء الجوي الذي يؤمنه طيران التحالف لخصومه.
يرى مراقبون، أن التنظيم أحدث تحولا في موازين المعارك، عبر اتباع تكتيك "الغزوات" بالاعتماد على مجموعات "الانغماسين" الذي يمثلون قوات النخبة التي تتطوع للقتال حتى الموت في نقطة داخل خطوط العدو، ما يربك وحدات الخصوم المقاتلة ويفقدها تركيزها، ما جعل حتى أنصار الوحدات الكردية يفقدون الثقة فيها، فاتجهوا إلى الحدود التركية هربا من الموت الذي حصد العشرات من المدنيين جرّاء المعارك المفاجئة في المدينة المنهكة.