بلدي نيوز – (حسام محمد)
أكد بعض تجار سوق "الهال" الشهير في العاصمة السورية دمشق أن جمارك نظام الأسد، تداهم السوق فجر كل يوم ما بين الساعة الخامسة والسادسة صباحاً، وتصادر عشرات الصناديق من "البطاطا والبصل"، بعد توجيه تهم للتجار المالكين لها بأن هذه الصناديق "مهربة" وغير نظامية، فيما أكد أحد التجار لـ "لبلدي نيوز " أن مصادر صناديق البطاطا والبصل يأتي لتأمين النقص الحاصل في مخزون قوات النظام الغذائي وبهدف تجميع الصناديق وتوزيعها على التشكيلات العسكرية.
وسخر أحمد أبو الفضل، وهو معتمد لدى أحد التجار الدمشقيين، من مصادرة كميات من البصل والبطاطا من قبل جمارك النظام بذريعة أنها "مهربة"، وتساءل "كيف عرفت دوريات الجمارك أن هذه الصناديق مهربة وأن بقية الصناديق غير مهربة!".
وأضاف وفق "هيومن فويس" إن دوريات جمارك النظام تدخل سوق الهال، منذ بزوغ فجر كل يوم، وتخرج منه في الثامنة صباحاً، ومعها لا يقل عن 150 صندوق من البطاطا، ومثلهم من البصل، وبأنها تقوم بإحضار سيارات شحن كبيرة إلى سوق الهال لنقل الأغذية المصادر إلى خارج السوق.
ولفت المصدر إلى إن الكيلو الواحد من البطاطا يبلغ ثمنه اليوم 350 ليرة سورية، ولتعويض الخسائر التي تسببها عمليات الاستيلاء من قبل النظام، يضطر الباعة إلى رفع الأسعار أكثر حتى يتلافون الانكسار المالي، كما يقومون بدفع الإتاوات بشكل طوعي حتى لا يتعرضوا للاعتقال أو تصادر أملاكهم.
بدوره، قال الناشط الإعلامي، خالد الشامي، خلال اتصال هاتفي مع بلدي نيوز إن أسعار المواد الغذائية والخضار في دمشق مرتفعة للغاية، والراتب الشهري للموظف السوري لا يكفيه سوى للأسبوع الأول من كل شهر، وأن غالبية العائلات تعمل على توظيف غالبية أفراد العائلة من أطفال ونساء حتى تتلافى الانهيار الاقتصادي.
وحول أسباب قيام النظام بمصادرة هذه الكميات من البطاطا والبصل، قال لبدي نيوز "البطاطا والبصل، يعرف عنهما القدرة الطويلة في التخزين دون حدوث أي أضرار لها، ومن خدم في قوات النظام قبل الثورة السورية يعلم أن تشكيلات النظام العسكرية تعتمد على البطاطا والبصل بشكل رئيسي في الوجبات المقدمة للعناصر، وهذا ما يدفع جمارك الأسد لمصادرة هذه الأنواع على وجه التحديد".
وأكد النظام نفسه صحة هذه المعلومات، حيث كشف نائب رئيس لجنة تسيير سوق الهال في حكومة الأسد، موفق الطيار، عن مصادرة الجمارك لحوالي 100 ألف طن من البطاطا في دمشق وحمص، على أنها مهربة، وهي موردة من المحافظات الشمالية في سوريا.
وأضاف مسؤول النظام "من المتوقع أن تصل البطاطا المصرية التي استوردها التجار إلى سوق الهال اليوم بعد أن كانت حصة السورية للتجارة قد وصلت منذ نحو أسبوع، وباتت في الأسواق في متناول أيدي باعة المفرق، وذلك بعد موافقة وزارة الاقتصاد على استيراد البطاطا المصرية وتوزيع الكمية الموافق عليها مناصفة بين السورية للتجارة ومجمع سوق الهال إلا أن تجار سوق الهال "عينهم على المزيد"، وأن تفتح وزارة الاقتصاد سقف استيراد البطاطا للمستوردين كافة وأن تكون فترة السماح باستيرادها أكثر من شهر ليتمكنوا من تغطية الفجوة الحاصلة خلال هذا الموسم للمستهلكين على اعتبار أن الإنتاج المحلي يبدأ في منتصف الشهر الرابع القادم على حين تنتهي مهلة السماح لاستيراد البطاطا في 15 الشهر الجاري".
يشار إلى أن أعضاء في مجلس الشعب التابع للنظام وشخصيات إعلامية محسوبة عليه، طالما تحدثوا عن سوء معاملة عناصر قوات النظام وميليشياته وقلة الأغذية المخصصة له، مقارنة بعناصر القوات الرديفة (الميليشيات الطائفية الإيرانية)، أو القوات الروسية.