بلدي نيوز – (متابعات)
تناولت مجلة "نيوزويك" الأميركية الحرب المستعرة في سوريا، منذ سنوات، وتساءلت: لماذا قد لا يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة؟
وأضافت المجلة من خلال مقال للكاتب رحيم رحيموف أن عودة المقاتلين الشيشان من ذوي الخبرة في القتال من سوريا يشكل تهديدا كبيرا لروسيا، وأن عدد الحوادث المسلحة وضحايا العنف ارتفع في الشيشان خلال العام 2016 مقارنة مع 2015، حسب موقع "الجزيرة نت".
وذكرت أن تنظيم "الدولة" سبق له استقطاب عدد كبير من المقاتلين الشيشان، وأن روسيا سبق لها أن أعلنت عن التدخل في سوريا بذريعة شن حملة ضد التنظيم، ولكن القتال الفعلي لروسيا ضد تنظيم "الدولة" يخلق لها في نهاية المطاف مشاكل أمنية خطيرة في الشيشان، أو في البلاد التي تعاني حالة أمنية هشة.
وأفادت "نيوزويك" أن عدد الضحايا في الصراعات المسلحة في الشيشان ،ارتفع كثيرا في 2016 مقارنة مع 2015، وأن الحوادث ذات الصلة قد تضاعفت.
وأضافت أنه ليس من قبيل الصدفة بدء عملية كبيرة لمكافحة الإرهاب في الشيشان غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، وهي التي جرت في الفترة من 9-16 كانون الثاني/يناير الماضي، لافتة إلى أن هذه العملية أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص واعتقال نحو ستين آخرين على ارتباط بتنظيم "الدولة".
وأشارت إلى انخفاض مستوى تدفق المقاتلين الشيشان إلى سوريا في الآونة الأخيرة، وقالت إن هذا الانخفاض يأتي انعكاسا لفقدان تنظيم "الدولة" سيطرته على مناطق متعددة في سوريا والمنطقة.
ونسبت المجلة إلى الرئيس بوتين تصريحه يوم 23 شباط/فبراير الماضي بأن عدد المواطنين الروس الذين يقاتلون في سوريا يقرب من أربعة آلاف، وقالت إن روسيا تعتبر ثالث أكبر مساهم في الرفد بمقاتلين لتنظيم "الدولة".
وقالت إن روسيا تواجه مخاطر جراء عودة المقاتلين من ذوي الخبرة من سوريا، بالإضافة إلى من هم موجودون أصلا في الشيشان، وأنها تواجه مخاطر أخرى ناتجة عن التجمعات الشبابية المتطرفة التي قد تؤدي إلى تدهور خطير في الوضع الأمني للبلاد، مع احتمال تصاعد معدل التطرف.
واستدركت نيوزويك بالقول إن خسارة تنظيم "الدولة" لمساحات كبيرة من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق تجعل قيامه بجذب المزيد من المقاتلين الشيشان صعبا، الأمر الذي يزيد من عدد المقاتلين غير الراغبين في مغادرة روسيا، وبالتالي تشكيلهم كابوسا للبلاد.
وأضافت أن استمرار الصراع ضد تنظيم "الدولة" في سوريا يمكن أن يؤدي إلى استنزاف الشباب المتشددين في الأراضي الروسية، وأنه من هذا المنطلق يصعب التنبؤ بما إذا كانت موسكو عازمة حقا على مقاتلة التنظيم، بكل إخلاص في سوريا أو في أي مكان خارج الحدود الروسية.