بلدي نيوز – (نجم الدين النجم)
تعتزم حكومة نظام الأسد تنشيط الحركة السياحية في منطقة وادي بردى بريف دمشق، بعد بضعة أشهر من الانتهاء من تدميرها عبر مئات الغارات الجوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، فضلا عن القصف المدفعي والصاروخي، الذي لم يبقِ حجراً على حجر، لوضع هذه المنطقة السياحية على خارطة الرحلات السياحية للإيرانيين والميليشيات الطائفية التابعة لها في العراق ولبنان.
وكان نظام الأسد هجر الآلاف من سكان ووداي بردى، عبر حصارهم بعد خروجها عن سيطرته، وانخراطها بالثورة السورية عقب اندلاعها، ثم باتفاقات مع فصائل المعارضة فيهما أفضت إلى إخلائهما من سكانهما الأصليين الذين هجروا إلى إدلب.
وقالت وسائل إعلامية تابعة للنظام، إن اجتماعا عقد الاثنين الماضي، ضم محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم، وأمين فرع "حزب البعث" في ريف دمشق هُمام حيدر، مع "أهالي" منطقتي وادي بردى والمعضمية، لبحث الجهود حول إعادة الأعمار، والخدمات لهذه المناطق، وإعادة الحركة السياحية لمنطقة وادي بردى على وجه الخصوص.
وفي الوقت الذي يتحدث فيه مسؤولو الأسد عن جعل المنطقة سياحية، يعجزون عن تأمين الخبز للمدنيين المتبقين في وادي بردى، كما يعجزون عن تأمين الكهرباء والمواصلات، إلا إذا كانت السياحة التي يتحدث إعلام الأسد هي "السياحية الدينية" لعناصر وعائلات الميليشيات الإيرانية الذين وطنّهم الأسد في المناطق ذات الغالبية السنية في محيط العاصمة دمشق، أو سياحة للاستمتاع بمناظر الدمار والخراب الذي خلّفه قصف طيران الأسد على مدار سنوات.
فقد زار قائد الميليشيات العراقية الطائفية التابعة لإيران، أمجد البهادلي، درايا عقب يوم من سقوطها بيد قوات النظام بعد أربع سنوات من الحصار والقصف المتوحش، وخطب خطبة في عناصر الميليشيا التي يقودها، قال فيها: "بشار الأسد هو حسين هذا العصر، ونشكر العميد ماهر الأسد على إرجاع سكينة بنت علي، فمنذ خمس سنوات السيدة سكينة محاصرة من الإرهابيين وهذه أول صلاة فيها بعد تحريرها".
على خطى داريّا، دخل وادي بردى، في خطة شركات السياحة العراقية والإيرانية، كأماكن استجمامية ذات طبيعة خلابة ومغرية لمن يريد زيارة المراقد المقدسة، وذلك بعد طرد الشعب السوري الذي جاور أجداده هذه المقدسات منذ أكثر من ألف عام.
