"مدن المصالحات".. الذل والموت في "حضن الوطن" - It's Over 9000!

"مدن المصالحات".. الذل والموت في "حضن الوطن"

بلدي نيوز- محمد أنس
أكدت مصادر ميدانية خاصة لبلدي نيوز في عدة مناطق بريف دمشق الغربي، تعمد مخابرات النظام السوري عدم تجديد أي ورقة رسمية لشباب مناطق المصالحات بمن فيهم الطلاب الجامعيين، الأمر الذي دفع مئات الشباب إلى المكوث في مناطقهم وعدم الحركة بالمطلق خوفا من تجنيدهم قسرياً عند مرورهم على أول حاجز لقوات النظام.
(أبو أحمد) وهو أحد رجال المصالحة مع النظام في ريف دمشق قال لـبلدي نيوز: "عشرات الشبان رفضت مخابرات النظام إعطائهم تأجيل جديد للخدمة العسكرية رغم تعهدها السابق بذلك خلال عملية تهجير مقاتلي المعارضة السورية من المدينة نحو الشمال السوري".
وأضاف المصدر، غالبية الذين تم رفض إعطاء تأجيل عسكري جديد لهم هم من المنشقين أو المتخلفين عن الخدمة العسكرية ضمن قوات النظام، بالإضافة إلى عدد من طلاب الجامعات، ونوه إلى إن غالبية الأهالي التي ما زال أبنائها يملكون مدة زمنية للتأجيل العسكري، بات يمنع أبنائه من الخروج خارج المدينة تحت أي سبب خوفاً على اعتقالهم بعد تعرض أكثر من 15 شاب للاعتقال منذ مطلع شهر آذار الحالي.
كما قال (أبو أحمد): "استفسرنا من لجنة مصالحة الفرقة الرابعة أسباب تعندها في إعطاء أي تصريحات أمنية للشباب والرجال وعدم تجديد أي تأجيل عسكري، فكان جواب الفرقة الرابعة مختصراً ومخيفاً وهو "القيادة طلبت ذلك، وانتظروا ما ستطلبه القيادة وسنوصله لكم".

الفرار من الوطن
بدوره، (علي الشامي)، وهو طالب جامعي وصل لبنان قبل أيام عبر طرق التهريب، قال لبلدي نيوز: لقد دفعت مبلغ 3 آلاف دولار أمريكي لمخابرات الأسد مقابل نقلي خارج إحدى بلدات الريف الدمشقي، بعد أن رفضوا إعطائي أي تأجيل دراسي، رغم أنني طالب طب في السنة الثانية، ولم أحمل سلاحاً بشكل مطلق، الأمر الذي دفعني للهروب خارج سوريا كي لا أكون قاتلاً بيد النظام.
وأضاف (الشام)، لو فتحت المدن المحاصرة اليوم لساعات قليلة فقط، لوجدتكم أكثر من 60% من العائلات قد هجرت أوطانها، فالرعب المعاش يومياً يشبه الموت والاستنزاف، فكل من لديه شاب اليوم في ريف دمشق حاله حال أي من يحمل سلاح، سيكون إرهابياً وملاحقا مالم يسلم ولده للتجنيد.

مغريات لبيع النفس
وأضاف (علي)، من المؤسف حقاً بأن عملاء النظام في مناطق المصالحات هم أذرعه الفعالة في بلداتهم، فهم يظهروا مع أي مشكلة قانونية، والهدف كسب ضعف الشباب والرجال لتجنيدهم ضمن ميليشيات النظام السوري وخاصة "درع العاصمة" مقابل مبلغ 85 دولار أمريكي.

خلاصة القول أن الأشخاص الذين خرجوا من "مدن المصالحات" هم الأشخاص الأوفؤ حظا وهم الذين نجوا فعليا من ظلم الأسد، أما الذين بقوا فيها تحت حكم الأسد فالموت ألف مرة يوميا ليس كافيا لوصف البؤس والذل الذي يعيشونه، بعد "مصالحة" النظام.

مقالات ذات صلة

فيدان: لا نتهرب من لقاء الأسد لكن يجب عليه مراجعة نفسه أولا

إيران تعلق على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت دمشق

وزير أردني يكشف حقائق عن نظام الأسد بما يخص التهريب على الحدود

أثارت السخرية.. بما بررت وزارة الكهرباء رفع سعر الفواتير

وزير خارجية النظام: مستعدون لشن حرب على إسرائيل

تصريح تركي بخصوص مسار التطبيع مع نظام الأسد