بلدي نيوز- درعا (خاص)
لا يطيب للمدنيين العيش في قرى وبلدات الريف الغربي لمحافظة درعا، كتسيل وسحم الجولان وعدوان وغيرها من قرى حوض اليرموك التي يسيطر عليها "جيش خالد بن الوليد" الموالي لتنظيم "الدولة"، وذلك لما يقوم به عناصر التنظيم من مضايقات للمدنيين والتدخل في كثير من مفاصل حياتهم اليومية، إضافة إلى العبء الاقتصادي الكبير للعيش في تلك المناطق كون غالبية التجار قد فروا نحو بلدات أكثر أمنا، تاركين وراءهم محال تجارية مغلقة، أفرغها التنظيم ونقلها الى مقرات في منطقة حوض اليرموك.
يقول "أبو عبدو" وهو رب أسرة سيطر التنظيم على بلدته مؤخراً إن "عناصر التنظيم يتدخلون في غالبية تفاصيل حياتهم، في عملهم ومأكلهم ومشربهم ولباسهم، وخروجهم وتحركاتهم واجتماعهم، في تضييق واضح للحريات الشخصية وفي أبسط التفاصيل".
ولم يغفل أبو عبدو الحديث لبلدي نيوز عن " تدقيق عناصر التنظيم على اللباس بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء بشكل مزعج، ومنع خروج أي امرأة دون وجود محرم معها الأمر الذي يرغم بعض الأرامل حرية الخروج واقتناء حاجياتها الأساسية".
واعتبر أبو عبدو أن "التنظيم لم يصمد طويلا ولا يجد له تأييد محلي كبير في هذه المناطق بريف درعا الغربي، نظرا لما خلفه وجود التنظيم من ويلات معيشية على أهالي هذه المناطق، وتعطيل لبعض سير المعارك في حي المنشية بدرعا البلد".
ولم تعد سياسات تنظيم "الدولة" في درعا بجديدة، إنما باتت تطبق الآن على رقعة جغرافية أكبر من السابق بعد سيطرته على مواقع جديدة نهاية الشهر الماضي، وسط مخاوف من قبل المدنيين بتوطيد أقدام رجال التنظيم في هذه الأماكن مما قد يصعب إمكانية إخراجه منها خلال الفترة القادمة.
من جانبه، قال أحد المطلعين على الأوضاع داخل مناطق سيطرة التنظيم الجديدة، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لبلدي نيوز إن "مدى التكيف مع وجود عناصر التنظيم في المنطقة، أمر صراحة معدوم ولا يوجد أي تكيف مع واقع جديد فرض على المدنيين من أحكام تعسفية تفرض عليهم".
وتابع بالقول "إن كان هناك أي حالات تكيف فهي فقط للابتعاد عن الخطر من عقوبات التنظيم القاسية فالمدنيون مضطرين الآن لتطبيق التعليمات في الوقت الحالي وأغلبهم الآن يخططون للفرار من هذا الحكم، ولكن يمنعهم إغلاق الطرق أحيانا وصعوبة توفير ملاذ آمن في مناطق أخرى".
أما بالنسبة للسبل والاحتياطات فيتوجب على المدنيين بحسب المصدر "مجاملة التنظيم دون إظهار أي حالة رفض، لأنها تنعكس سلبا على مصير حياتهم وعليهم الالتزام بالمنازل إلا للضرورة القصوى الخروج، لأنه حالة الخروج تسبب لهم تدقيق ومسألة".
ويسعى المدنيون للنزوح من مواقع سيطرة التنظيم، إلا أن خطورة الطريق وتجدد الاشتباكات اليومية عيلها، يجعل مجرد التفكير بالهرب أمراً مرهقاً، إضافة لعدم توفر بيوت أو مراكز إيواء قد يلجأ إليها النازحون، بسبب اكتظاظ وكثافة المدنيين في بعض القرى التي باتت تستقبل أضعاف عدد ساكنيها الأصليين.