بلدي نيوز (أحمد عبد الحق)
تتفاقم يوماً بعد يوم معاناة النازحين من بلدات ريف حلب الشرقي، وذلك مع تقدم قوات النظام وانسحاب عناصر تنظيم "الدولة" من المنطقة وفق عملية تسليم واستلام، تهدف لإيصال قوات النظام لمنطقة منبج وتمكينه من إقامة خط فاصل بين ميليشيات قسد وقوات درع الفرات.
هذه العملية التي مهد لها تنظيم "الدولة" بشكل مفاجئ مسلماً قوات النظام عشرات القرى والبلدات ووصوله لمناطق قريبة من مدينة مسكنة، أجبرت الآلاف من العائلات على ترك منازلها والهرب شرقاً بحثاً عن ملاذ آمن من بطش قوات النظام وخوفاً من عمليات التصفية والاعتقال التي عهدتها عنهم في وقت سابق ليس ببعيد.
ومع تقدم قوات النظام في المنطقة بشكل سريع دون قتال مع التنظيم، وصل الآلاف من النازحين إلى منطقة سد الرشيد في الرقة، في محاولة منهم للعبور إلى مناطق سيطرة قوات قسد، إلا أن تنظيم "الدولة" اعترض تقدمهم ومنع الآلاف منهم من عبور السد، لتعيش غالبية العائلات المهجرة في البوادي والصحاري دون طعام أو شراب في مشهد وصف بيوم المحشر.
كما لم تسمح ميليشيات قسد لمئات العائلات التي استطاعت عبور السد من الدخول لمناطق سيطرتها، حيث باتت العائلات بين فكي كماشة التنظيم وقوات قسد الرافضين لتوجه العائلات لمناطق سيطرتهم، وبالتالي بقاءهم في العراء، دون أي مساند أو معيل، لتزيد المعاناة أكثر وتنذر بكارثة إنسانية كبيرة.
ومع توارد أنباء عمليات الإعدام والتصفية الميدانية في المنطقة والتي تحدث عنها ناشطون، إضافة لعمليات التعفيش التي تطال جميع ممتلكات المدنيين في المناطق التي تقدمت إليها بريف حلب الشرقي، تتزايد يوماً بعد يوم حركة النزوح في أكبر مشهد منذ بدء الثورة السورية لنزوح الآلاف دفعة واحدة من قراهم ومناطقهم، وسط عزف المنظمات الدولية عن تقديم أي نوع من المساعدة لهذه العائلات، ليبقى مصيرهم في المجهول وإلى المجهول على يد قوى تنظيم الدولة وقسد والنظام الذين يتشاركون في زيادة معاناة هذه العائلات.
