بعد حسم أمريكا الجدل باختيارها "قسد".. كيف ستواجه أبناء الرقة؟ - It's Over 9000!

بعد حسم أمريكا الجدل باختيارها "قسد".. كيف ستواجه أبناء الرقة؟

بلدي نيوز – (كنان سلطان)
حسمت أمريكا الجدل الدائر بشأن مشاركة وحدات الحماية الكردية التي تشكل الركيزة الأساسية لمليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، وأوضحت أن هذه القوات ستكون رأس الحربة في معركة الرقة، بعدما عرضت تركيا ثلاث خطط لمعركة الرقة وطرد تنظيم "الدولة" منها.
وجاء على لسان مسؤول تركي الثلاثاء الفائت، أن الولايات المتحدة قررت على ما يبدو الاستعانة بـ"وحدات حماية الشعب" الكردية في حملة لطرد تنظيم "الدولة" من مدينة الرقة معقله في سوريا، وتكون بذلك أحبطت الطموح التركي في هذه النقطة.
لم يكن هذا الحسم بالقرار لجهة اعتماد "قسد" هو المفصل في الأمر، حيث حذر مراقبون من تداعيات ربما سيكون لها الأثر العميق على أبناء المنطقة الشرقية من سوريا، وعلى شكل العلاقة مستقبلا بين هذه القوات الوافدة إلى المنطقة المنتمية شكلا إلى سوريا ومضمونا إلى جهات خارجية على رأسها "حزب العمال الكردستاني" التركي، صاحب القرار الفصل في توجيه هذه القوات .
الصحافي السوري "فراس علاوي" يرى بأن ثمة مخاوف ومحاذير يجب أخذها بعين الاعتبار، في حال وصلت "قوات سوريا الديمقراطية" إلى المناطق، التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة"، سواء في محافظة دير الزور أو الرقة.
وأوضح علاوي في حديث لبلدي نيوز بأن المآلات لهذا الدخول والسيطرة من جديد على مناطق عربية صرفة، بداية سيكون مقبولا فيما لو نجح الأمريكان في إحكام السيطرة على الجغرافيا الواسعة التي يتحكم بها التنظيم منذ ثلاث سنوات ويزيد.
وعزا العلاوي ذلك إلى حجم المعاناة والحقد الذي ولده التنظيم من خلال سياسته بحق أبناء هذه المناطق طيلة فترة وجوده، وخلق رغبة جدية لدى هؤلاء في التخلص منه، على الرغم من الاتهامات المتواصلة لأبناء المنطقة بأنهم يشكلون حاضنة للتنظيم والفكر المتطرف، بالرغم من معرفة كافة الأطراف بالكيفية التي وجد بها التنظيم وطريقة دخوله وسيطرته على مساحات واسعة من الأراضي السورية.
وحذر العلاوي في حديثه من تداعيات وجود قوات غريبة في المنطقة بالقول"لن يدوم طويلا القبول بوجود قوات لا تمثل أبناء المنطقة، وستتحول لصراع من نوع آخر بين المكونات، لما تحمله من مشاريع لا تتفق مع هوية أبناء المنطقة ومشروعهم الثوري الطامح للتحرر من أشكال الظلم والعبودية، هذا إن استطاعت (قسد) بكل مكوناتها تحقيق الاختراق على الأرض وطرد تنظيم (الدولة) من دير الزور والرقة".
ولدى السؤال عن اختيار الأمريكان لهذه القوات، قال علاوي إن من أهم الأسباب التي دفعت للاعتماد على هذه القوات بريا يتجلى بأن الأكراد الذين يمثلون الركيزة الأساسية لـ(قسد)، تقدمهم أمريكا بوصفهم مكوناً سورياً وليس دولة خارجية، وبالتالي لا يكون هناك تدخل خارجي آخر من دولة إقليمية، وبذلك يحافظون على توازن إقليمي في المنطقة.
وأضاف "الهدف الآخر هو إرضاء الروس وأخذ حل وسط بين اختيار فصيل يقبله الروس ولا يرفضه الأمريكان".
ونوه إلى أن الأمريكان على ما يبدو لا يرغبون بدور تركي قوي وكذلك الروس أيضا، حيث يرى الطرفان بأن الكرد هم أكثر فصيل منظم وموحد ومسلح ومدرب يمكن الاعتماد عليهم، مع بعض الرتوش بإدخال مكون عربي من أجل قبولهم من الحاضنة العربية.
ولفت العلاوي إلى أن من يسيطر على الأرض سيكون له القول الفصل، لافتا إلى إمكانية دخول فصائل عربية من أبناء المنطقة، فيما لو اتفقت تركيا مع الأطراف الفاعلة في المعادلة التي تخص الجزيرة السورية، سيما وأن الفصائل التي دربتها تركية هي من تلك المناطق وتتمتع بدعم شعبي نوعا ما.
إلى ذلك كان صرح مضر الأسعد الناطق الرسمي باسم "تجمع أبناء الحسكة"، حول مشاورات بين مسؤولين أتراك وقيادات من الجيش الحر وزعماء بعض العشائر في العاصمة التركية أنقرة قبل عدة أيام.
موضحا في حديث لبلدي نيوز أن ماهية هذه المشاورات تمحورت حول إعداد وتجهيز زهاء 5000 مقاتل من أبناء الجزيرة، للمشاركة في معارك تحرير الرقة ودير الزور، حيث تتكفل تركيا بتدريبهم وتسلحيهم في معسكرات أعدت خصيصا لهذا الغرض.

مقالات ذات صلة

"أطباء بلا حدود" تطلق تخذيرا بعد ارتفاع الوفيات بمخيمات شمال شرق سوريا

خسائر لقسد بهجوم شرق دير الزور

ناشطون وأكادمين يعلنون الانضمام لوثيقة المناطق الثلاث

انفجار يكبّد قوات النظام خسائر بالأرواح في الرقة

"أبناء الجزيرة والفرات" تشن هجوما على "قسد" في دير الزور

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب