بلدي نيوز - (ميار حيدر)
"كنوز الدنيا وخيراتها لا تغني عن تراب الوطن"، بهذه الكلمات وصفت اللاجئة السورية في لبنان "ابتسام" حال السوريين في لبنان، وقالت "ابتسام" لـ "بلدي نيوز": "المعاناة التي يعيشها السوريون في لبنان لا تصفها كلمات، فالذل والفقر والاستقواء على اللاجئين الضعفاء وصل لمراحل بأن اللاجئ السوري يتمنى الموت عساه يرتاح من الحال التي وصل إليها".
وأضافت "ابتسام": "هنالك العشرات من السوريين في مخيمات لبنان لا يجدون رغيف الخبز وغالبيتهم كان يملك منازل وأراضي في سوريا وأعمالاً، ولكن منازلهم إما دمرت أو وقعت بيد قوات الأسد وبكلا الحالتين باتت محرمة عليهم، وهنا في لبنان لا أحد يعاملهم على أنهم بشر ولهم حقوق في الحياة والعيش الكريم".
وزادت اللاجئة السورية، غالبية اللاجئون في لبنان اختاروا التهجير والخروج خارج الوطن كي يعودوا إليه محرراً ونعود إليه مرفعي الرأس وكلنا كرامة، وخلال تبادلنا للأحاديث مع اللاجئين في المخيمات، نجد قسماً كبيراً منهم يملك أموالاً وعقارات تكفيه للعيش عشر سنين على أقل تقدير دون أن يعمل، ولكن غالبيتها باتت أسيرة إرهاب النظام السوري وإجرام قوانينه، حتى أن بعض الأغنياء باتوا اليوم "متسولين" يطرقون الأبواب بحثاً عن رغيف الخبز.
وأكدت ابتسام أن معاناة اللاجئ السوري في مخيمات لبنان تلاحقه حتى وفاته قهراً في الشتات، وبمراسم الدفن نجد الاستغلال بحق اللاجئ السوري، حيث إن سعر القبر لا يقل عن 350 دولار أمريكي، وهذا الرقم مكلف جداً بالنسبة للاجئين السوريين، الأمر الذي يجبرهم مع كل حالة وفاة إلى تشكيل "جمعية مالية" يقوم من خلالها بقية اللاجئين بالتبرع كلاً بقدر استطاعته حتى نستطيع في النهاية تأمين سعر القبر، لتأمين دفن اللاجئ السوري في مقابر الشتات.
كما نوه المصدر إلى الأوضاع الوظيفية شبه المعدومة، الأمر الذي يجعل اللاجئ السوري يعاني أكثر في تأمين مستلزماته، وكذلك الضغوط الأمنية التي تمارسها قوات الجيش اللبناني على اللاجئين وتقييد أي حركة لهم، وسط حالة من غياب الدور الفاعل للأمم المتحدة في وضع حد لأزمة السوريين المتفاقمة في المخيمات على الحدود داخل الأراضي اللبنانية.
