بلدي نيوز – حلب (أحمد الأحمد)
مُني تنظيم "الدولة" منذ العام 2016 بهزائم كبيرة في سوريا، حيث استعادت القوى المتصارعة على الأرض أجزاء كبيرة من مناطق نفوذه، لتبلغ خسائر التنظيم نحو 50 بالمئة من مناطق سيطرته في سوريا.
هذا التراجع على الأرض لم يكن إلا استكمالاً للهزائم التي كان التنظيم قد بدأ يتلقاها عام 2015.
ففي 24 آب/أغسطس 2016، خسر التنظيم معقله الاستراتيجي في جرابلس التي تقع مباشرة على الحدود التركية خلال عملية "درع الفرات" التي تتم بتعاون تركي مع الجيش الحر.
كما خسر في الشهر نفسه مدينة منبج أحد أبرز معاقله في محافظة حلب، والتي تقع أيضاً على خط الإمداد الرئيسي بين الرقة والحدود التركية، وذلك إثر هجوم شنته ما تسمى بـ "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيا.
وفي مطلع أيلول/سبتمبر الماضي انحسر نفوذ التنظيم من آخر قرى له على الحدود بين سوريا وتركيا، وهي مجموعة قرى في محيط جرابلس في هجوم من قبل فصائل "درع الفرات" المدعومة تركياً.
ومن ثم واصلت فصائل "درع الفرات" التقدم باتجاه الريف الشمالي والشرقي لحلب، واستكمال مسيرة التقدم وتحرير مناطق هامة، كمدينة الراعي ودابق، وصولا إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي، لتلتقي مع قوات النظام في بلدة تادف جنوبي الباب وهي الخط الفاصل بين قوات النظام المدعومة من قبل روسيا وقوات "درع الفرات".
وبلغ عدد القرى التي خسرها تنظيم "الدولة" منذ منتصف العام 2016 لليوم 150 قرية بريف حلب الشرقي، بمساحة تزيد عن ألف كيلو متر مربع، فيما بلغت المساحة التي سيطرت عليها ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" من تنظيم "الدولة" 6 آلاف كيلومتر مربع.
ورغم تراجع مساحات سيطرة التنظيم والخسائر التي يتعرض لها في سوريا والعراق, إلا أن ذلك لا يعني أن نهاية التنظيم باتت وشيكة، فما زالت الرقة قلب التنظيم تحت سيطرته، والأهم من ذلك أن أمريكا لن تسمح بالقضاء الكلي على وجوده في سوريا والعراق، لأنه ومع بقاء تواجد التنظيمات الإرهابية سيبقى مبرر تدخلها العسكري في المنطقة شرعيا. وفق محليين.
