بلدي نيوز – (منى علي)
قالت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، أمس الاثنين، إن اجتماعا سيعقد في الخامس من نيسان القادم لتقويم الوضع بما يخص إعادة الإعمار في سوريا، بعد انتقال سياسي حقيقي.. ما تم تفسيره على أنه مرحلة ما بعد الأسد.. فهل يحاول الاتحاد الأوروبي الضغط على موسكو في هذه المرحلة المتسارعة من المفاوضات، للتخلي عن الأسد، خاصة وأن روسيا لا يمكن أن تضطلع بمهام إعادة الإعمار مطلقا.. فهل يعقد الروس والأوربيون صفقة تطيح الأسد أخيرا؟
السؤال يبدو مشروعاً في ظل تقديرات لمنظمات اقتصادية عالمية تقول إن كلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى تريليون دولار إن انتهت الحرب الآن، أما إن استمرت إلى عام 2020 فإنها ستبلغ 1.3 تريليون وهي تتجاوز تقديرات الأمم المتحدة والدول المانحة بـ140 مرة.
وقد سبق وأن هدد الاتحاد الأوروبي روسيا بملف إعادة الإعمار، قائلا بصراحة: أنتم دمرتموها فأعيدوا بناءها، وهم يعلمون وروسيا تعلم أن لا طاقة لها بالقليل من هذه التكلفة، كما أن التعويل على مشاركة خليجية في إعادة الإعمار يبدو ضرباً من الخيال إن أصرت روسيا على الاحتفاظ بحليفها بشار الأسد فوق الركام السوري.
الكاتب الصحفي وعضو الائتلاف الوطني السوري السابق، خطيب بدلة، رأى أنه "من الممكن أن يكون هذا هو السيناريو (الضغط على روسيا بملف إعادة الإعمار)، ولكن ليس لدينا شيء مؤكد، والاتحاد الأوروبي يحاول أن يستعيد دوره في سوريا، الدور الذي أخذه منه أوباما عندما كان يلتقي مع الروس في محاولات لوقف إطلاق النار حيث كان يدعو الاتحاد الأوروبي دون أن يعطيه فرصة لتقديم أي شيء له علاقة أو له قيمة أو أهمية تليق بأوروبا".
وأضاف "الكاتب والسياسي "خطيب بدلة" في حديثه لبلدي نيوز: "أوروبا وخاصة فرنسا كانت تتقدم بمشاريع إلى مجلس الأمن من أجل إنصاف السوريين وإدانة الأسد، ولكنها كانت تبطل فورا".
وعن مشروع إعادة الإعمار والجهات المرشحة للقيام به، قال "بدلة": "مشروع إعادة الإعمار هناك جهتان ستقومان به على الأرجح، هما أوروبا ودول الخليج، وفي السابق كانوا جميعا يطالبون برحيل الأسد، وكما هو معروف في الفترة الأخيرة في أوروبا ظهرت أصوات تنادي بضرورة بقاء الأسد، ونحن صرنا نخشى فعلاً أن تنتصر هذه الأصوات، وأن تستغل روسيا الفرصة للانقضاض على فكرة إزاحة الأسد، وطبعا –شخصياً- لا أعتقد أن يكون هناك فكرة حل بوجود الأسد.. والشيء نفسه في بعض دول الخليج التي لم تعد متشددة تجاه الأسد وضرورة رحيله، ولكن هذا الشيء لا يشكل أهمية بالنسبة للخليج، أما صعود اليمين في دول مثل فرنسا وغيرها قد يكون مشكلة".
الروس سيفهمون اللعبة عاجلاً أم آجلاً، يضيف "بدلة"، موضحاً أنهم غير مستعجلين لتطبيق فكرة الإطاحة بالأسد، حيث إن لديهم ملفات يريدون المقايضة عليها، وبالأخص في أوروبا، وكل شيء له علاقة بالنفط والتسليح...
ولفت الكاتب السياسي السوري إلى أن سوريا هي ورقة بالنسبة لروسيا وليست كل الأوراق، ومع ذلك "إذا تخلت أوروبا ودول الخليج عن ملف إعادة الإعمار فستجد روسيا نفسها في ورطة".