بلدي نيوز – (عمر يوسف)
رغم ما نتج عن التحقيق المشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإدانة نظام الأسد بشن ثلاث هجمات بأسلحة كيميائية عامي 2014 و2015 على ثلاث مناطق في ريف إدلب، فإن الفيتو المشترك الروسي - الصيني كان حاضرا في أروقة مجلس الأمن لوقف مشروع قرار بفرض عقوبات على نظام بشار الأسد.
وبحسب التصريحات الروسية التي أدلى بها الرئيس الروسي "فلاديمر بوتين"، فإن الفيتو كان متوقعا قبل صدوره، حيث لفت بوتين إلى أن "مشروع القرار غير ملائم على الإطلاق"، مضيفا أن مشروع القرار "لن يساعد في عملية التفاوض، بل سيعوقها وسيقوض الثقة فيها، وأن بلاده لن تدعم أي عقوبات جديدة على سوريا".
وحذا "غينادي جاتيلوف" نائب وزير الخارجية الروسي حذو رئيسه قائلا إن طرح مشروع القرار لمعاقبة النظام السوري سيكون له أثر سلبي على محادثات السلام في جنيف، مضيفا "المناخ سيكون سلبيا ليس لأننا سنستخدم الفيتو ولكن لطرح هذا المشروع".
ولا تبدو المواقف الروسية تجاه مشروع القرار غريبة أو غير متوقعة، فقد دأبت موسكو ومن ورائها الصين على إفشال مشاريع القرارات الأممية التي تدين الأسد وزمرته الحاكمة، منذ بدء الثورة السورية، وحتى اليوم، فقد استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" ست مرات منعاً لإدانة الأسد، وإمعانا في فرض حكمه اللاشرعي على الشعب السوري.
ويرجح محللون أن روسيا أرادت من الفيتو أن لا تضعف موقف الأسد ووفده التفاوضي في جنيف، لاسيما أن جدول الأعمال يتطرق إلى الحل السياسي وتفاصيله، وشكل الحكم والدستور، وهو الأمر الذي عمد النظام إلى التهرب منه، والالتفاف على أي استحقاق سياسي يمكن أن يحدث في سوريا منذ بدء محادثات جنيف، وذلك عبر طرح الحديث عن محاربة الإرهاب، واعتبارها أولوية في أي حل تفاوضي.
ولعل ما يزيد الأمر تعقيدا في جنيف، هو التدخل الروسي الأخير عبر المطالبة بإدراج بند مكافحة الإرهاب في جدول أعمال الجولة الحالية، في وقت يحاول فيه وفد المعارضة إقناع الروس بالضغط على نظام الأسد للتفاوض على الانتقال السياسي.
هذا التدخل -الذي ربما ينقذ الأسد في جنيف- جاء من غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي الذي التقى اليوم وفد النظام برئاسة بشار الجعفري، وقال إن محاربة الإرهاب في سوريا يجب أن تكون أولوية في الجولة الرابعة من المفاوضات الحالية التي بدأت الخميس الماضي.
ويبقى التشاؤم واحتمال انهيار المفاوضات سيد الموقف حتى اللحظة، لاسيما أن لا جدية للأسد ونظامه، أو على الأقل المؤشرات لا تبشر خيرا أن روسيا قد تلزم الأسد بالتغيير قريبا.