بجهود دي مستورا.. هل يترأس "وليد المعلم" وفد المعارضة إلى جنيف5؟ - It's Over 9000!

بجهود دي مستورا.. هل يترأس "وليد المعلم" وفد المعارضة إلى جنيف5؟

بلدي نيوز – (منى علي)

أخذت نقطة تشكيل وفد المعارضة تطغى على مجريات أحداث جنيف4، وبرامجه وأجندته، فالوفد هو الذي سيمثل الثورة والمعارضة، وأي اختراق له سينهي المفاوضات ويجعل المشهد السياسي أشبه بالمشهد العسكري الذي اخترقته روسيا وإيران وفصائل متشددة، ما أدى لخسائر عسكرية فادحة في العام الفائت.. ويبدو أن دي مستورا الذي أصبح يتبنى وجهة النظر الروسية أو أنه رجل روسيا لإدارة المفاوضات، يسعى لإحداث خرق في بنية وفد المعارضة، ما يجعله يتهشم ويتحول إلى الخلافات البينية أو ينتهي به الأمر للانسحاب وهو أقصى ما يريده النظام وداعموه لفرض حل أممي على مقاسهم.

وبعد عجز المبعوث الدولي ستافان دي مستورا عن تحقيق أي تقدم في الجولات الثلاث السابقة من مفاوضات جنيف، ومع انحيازه -فيما يبدو- لوجهة النظر الروسية وتبنيها، هل يلجأ دي مستورا إلى إحداث زلزلة في وفد المعارضة يجعله منشغلاً بالخلافات البينية أو يقسمه إلى معارضة "منصات"، ستكون الغلبة فيها للمعارضة المصنعة في موسكو والقاهرة، مع أنباء عن مساعٍ لتشكيل الوفد من ثلاث منصات بشكل متساوٍ (القاهرة - موسكو - هيئة المفاوضات)..

المفكر السوري ورئيس المجلس الوطني السوري الأسبق، برهان غليون، قال في منشور له معلقاً على الأمر "إذا كان ما نقل عن محادثات جنيف صحيحا، وأن ديمستورا مدعوما من الروس يريد أن يشكل وفد المعارضة السورية من ثلاث مكونات أو منصات متساوية في التمثيل وأن ممثلي منصتي موسكو والقاهرة يتمسكون بالفعل باستقلالهم كوفدين منفصلين ويرفضون الانضمام لوفد المعارضة، فهذا يعني أن مفاوضات جنيف الراهنة ليست حتى مشاورات وإنما مزحة سمجة وسخرية مرة هدفها تدمير أعصاب أعضاء وفد المعارضة، ودفعهم إلى إنهاء المحادثات".  

ومع بقاء الجدل وتناميه حول إشكالية "المنصات" المُفتعلة، أكد مستشار الهيئة العليا للمفاوضات، يحي العريضي، اليوم الجمعة، أن هناك احتمالات جيدة لتشكيل وفد واحد يمثل المعارضة في مفاوضات جنيف. وقال العريضي في تصريحات صحفية مجيبا عن سؤال حول تقييمه لفرص توحيد وفود المعارضة في وفد واحد: "الفرصة كبيرة".

وقد حضر إلى جنيف بدعوة من المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، ثلاثة وفود تمثل المعارضة السورية، وهي وفد الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة نصر الحريري، ووفد "منصة موسكو" برئاسة منذر حمزة، وكذلك وفد "منصة القاهرة" برئاسة جهاد المقدسي.

الكاتب الصحفي السوري "محمد منصور" قال عن تجربة دي مستورا مع المفاوضات السورية: "بخلاف كل الموفدين السابقين، أظهر ستافان ديمستورا تمسكا بالملف السوري ليقدم صورة مختلفة عمن قدموا استقالتهم بعد أن وجدوا أن تعنت أسياد وداعمي الأسد وعدم جدية المجتمع الدولي في الضغط حتى لإيصال المساعدات الإنسانية التي يشكل منع الغذاء والدواء خرقا فاضحا للقانون الدولي.. يفضي بمهمتم إلى حائط مسدود".
وأضاف في حديث خاص لبلدي نيوز "ديستمورا كان مختلفا تماما، استبدل الحياد في الوساطة بالمكر والخداع.. واعتبر المراوغة إحدى أهم وسائل التفاوض حين يوضع أمام استحقاق تنفيذ وعد من الوعد. جاء ديسمتورا إلى الملف السوري ليكون مروضا (بكسر الواو) لا مفاوضا. فهو ينظر للثورة باعتبارها تمردا على (الحكومة السورية) وهو لا يخجل من وصف عصابة طائفية قذرة لم يعد لديها أي قانون أو أخلاق وتلجأ لاعتقال أمهات مع أطفالهم الصغار في معتقلاتها كرهائن... لا يخجل من وصفها بالحكومة.. كي يكون المقابل ثلة من المتمردين والمخربين".
ويضيف الكاتب السوري "منصور": "ليست المشكلة فقط في مخطط ديمستورا.. فالمخططات قد تكون خارطة طريق أحيانا إذا كانت تسير في طريق التفافي لتصل لهدف نبيل ما. لكن المشكلة لدى ديمستورا في الأساس في أصل الرؤية للمشكلة السورية. كان من سبقه حياديون إلى درجة يبدون فيها سلبيين أحيانا.. أما هو فقد أظهر روحا إيجابية عالية في دعم نظام مجرم منذ ست سنوات يستخدم مع شعبه معادلة: إما أحكمكم أو أقتلكم. وما يخرج عن سلطتي من مناطق أدمره بالطيران وأهجر أهله إن لم أستطع استعادته".
بهذا المنطق "ديسمتورا يمثل رؤية المجتمع الدولي المنحطة لصراع لا تريد القوى العظمى أن تنصر فيه شعبا خرج يطالب بحريته من ديكتاتور مجرم ابن مجرم ونظام طائفي أقلوي متوحش". وفق "منصور".
ويرى الكاتب والناقد محمد منصور أن "مخطط ديستمورا يخدم رؤيته القذرة للصراع.ِِ وعدا عن اختراع المنصات لتشتيت جسم المعارضة وزرع الأجسام الغريبة فيه.. وهي فكرة لافروف بالأساس، جاء ديستمورا بفكرة إشراك النساء التي يجاهر بها بكل وقاحة وخبث وكأننا في مؤتمر اتحادات نسائية لتمكين المرأة وليس في مفاوضات شاقة لبلد ثار شعبه فقتلوا وشردوا ودمرت مدنهم على مرأى من العالم".
ويجمل "منصور" رؤيته لموقف دي مستورا بالقول: "في النهائية مكر ديمستورا واصطفافه ضد خطاب الحق والحرية وروح القانون الدولي في حماية الشعوب ضد جلاديها أكثر من واضح لكن ما يجعل لمخططه أهمية وقوة تسيره هي أن المعارضة لا تعلن موقفا جماعيا من عدم التعامل معه واعتباره شخصا غير موثوق ولا يمكن الجلوس معه على الإطلاق".

إذن، يعمل دي مستورا وفق خطة لافروف بكل أمانة، فمقابل تثبيت اعترافه بشرعية النظام وحكمه، لم يجد دي مستورا أفضل من تلغيم وفد المعارضة بمنصات مصنعة تحت سقف الأسد، لتحويل القضية برمتها إلى قضية "مكافحة إرهاب" وإصلاح حكومي!.. ومع هذا النهج لم يعد مستغرباً أن يكون وليد المعلم رئيس وفد المعارضة إلى جنيف5!.. 

مقالات ذات صلة

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

أبرز ما جاء في أستانا 22 بين المعارضة والنظام والدول الضامنة

بدء اجتماعات مؤتمر أستانا 22 في كازاخستان

منصتا موسكو والقاهرة تتفقان على رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا

العراق ينفي طلب المعارضة تنظيم حوار مع النظام في بغداد