بلدي نيوز – (عمر يوسف)
بعد أقل من 24 ساعة على تحرير قوات "درع الفرات" المدعومة من تركيا، مدينة الباب، كبرى معاقل تنظيم "الدولة" في ريف حلب، أقدم التنظيم على تفجير انتحاري دموي قرب المدينة، تسبب باستشهاد أكثر من 60 مدنيا، معظمهم من أهالي المدينة المحررة.
وبحسب الوقائع، فإن التفجير استهدف مكتبا أمنيا للثوار أثناء انتظارهم للحصول على أوراق تسمح لهم بالدخول إلى منازلهم في مدينة الباب المحررة، الأمر الذي اعتبره محللون محاولات يائسة من تنظيم "الدولة" لمنع عودة الحياة إلى المدينة بعد أن خسرها خلال معارك ضارية استمرت قرابة شهرين.
ولمدينة الباب أهمية كبيرة كونها أكبر المدن التي حررتها قوات "درع الفرات" منذ بدء الأعمال العسكرية، كما يبلغ عدد سكانها قرابة الـ 300 ألف نسمة، حيث ينتظر السكان بفارغ الصبر عودتهم إليها بعد غياب دام عامين وبضعة أشهر منذ احتلال تنظيم "الدولة" لها.
ورغم أن قلة من السكان تحملوا البقاء في المدينة، لكن الغالبية العظمى منهم نزحوا إلى القرى المجاورة المحررة، في الوقت الذي يرجح أن تشهد المدينة عمليات تأهيل واسعة بدعم من الحكومة التركية، لتكون كخطوة مماثلة لما حدث في مدينة جرابلس المحاذية للحدود التركية، ولعل تلك التأهيلات ستكون الأوسع، نظرا لما تتمتع به المدينة من موقع ومكانة في الريف الشرقي لحلب.
وفي هذا الصدد تشير التصريحات الرسمية التركية إلى أن أنقرة عازمة على دعم الإدارة المدنية في المدينة وتأمين المنشآت الطبية والخدمية.
خلوصي آكار رئيس هيئة أركان الجيش التركي، قال اليوم الجمعة إن عملية "درع الفرات" التي تقودها بلاده في شمال سوريا وبدأت قبل ستة أشهر حققت أهدافها في أعقاب السيطرة على مدينة الباب السورية.
وأضاف آكار "مع السيطرة على الباب.. تحققت الأهداف الموضوعة في بداية العملية. بعد ذلك سيتم تقديم الدعم لإعادة الحياة لطبيعتها والعودة السكان المحليين بسرعة لمنازلهم".
بدوره، حذر الصحفي السوري "تمام حازم" من هجمات عكسية لتنظيم "الدولة" على مدينة الباب، مشيرا إلى أن نقاط عدة للتنظيم قد تكون قاعدة انطلاق جديدة له للمدينة.
وحول إعادة تأهيل المدينة، قال حازم "من المرجح أن تقوم تركيا بخطوات مهمة لإعادة إعمار وتأهيل الحياة المدينة في الباب، فيما يخص التعليم والصحة والإنارة والمياه، مع اعتقادي أنها ستحمل أهمية عسكرية، كونها ستصبح قاعدة للانطلاق لمعركة تحرير الرقة".