بلدي نيوز – (منى علي)
قالت "ماريان لوبان" زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف، المرشحة للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إن بشار الأسد "يشكل حلاً يدعو إلى الاطمئنان"!.
تصريحات الزعيمة المتطرفة "لوبان" جاءت من وسط محسوب على الأسد، ومن بيروت تحديداً حيث يقر رئيسها القابع في بعبدا بأن "الأسد" يشكل ضمانة كذلك، بينما يذهب حكامها الفعليون أو محتلوها "حزب الله" إلى تقديم كل وسائل الإجرام لإسناد الأسد في حربه على السوريين.
وقالت "لوبان" في تصريحات للصحفيين، أمس الاثنين: "السياسة الأقل ضررا والأكثر واقعية، تقود إلى قناعة بأن الرئيس السوري يشكل حلا يدعو إلى الاطمئنان أكثر بالنسبة لفرنسا من تسلم تنظيم داعش الإرهابي أو أي من حلفائه للحكم في سوريا".
وكأنها تستعيد معنىً ونصاً حديث الرئيس التشيكي "ميلوس زيمان" الذي قال في الشهر الأخير من العام الفائت، إن بشار "أقل ضرراً من الإرهاب الإسلامي"، علماً أن "زيمان" لم يغلق سفارة بلاده في دمشق وبقي على علاقات دبلوماسية كاملة مع نظام الأسد، ما يشي بدعمه السياسي المطلق لزمرة القتلة.
الصحفي والكاتب السوري "غازي دحمان" رأى أن تصريحات لوبان "تندرج - وكل أتباع اليمين المتطرف- في إطار فهمهم الضيق للثورة السورية وتوظيفاتهم المعادية للإسلام، وفي إطار عدائهم للمسلمين وتأليب الرأي العام الأوروبي ضدهم، يصورون الحدث السوري على أنه صراع بين الإسلاميين (الإرهابيين) وبين دولة ونظام علماني يمثله بشار الأسد".
ويشير الصحفي السوري "دحمان" إلى أهداف تتجاوز الأسد والمشهد السوري، لتصب في نهاية المطاف في عمق المشهد الديني والسياسي الفرنسي، يقول: "لوبان تعتقد أنها بهذه التصريحات تضرب على الوتر الكاثوليكي في فرنسا وتحاول تفسير الصراع على أنه صراع بين الحضارات (الإسلام والمسيحية) وبدعمها لبشار الأسد فإنها تدعم المسيحية الشرقية وجميع الأقليات في المشرق ضد الأكثرية".
وعن خطورة هذه المواقف، يضيف "دحمان": "بالطبع هذه المواقف التي تصدر عن اليمين الأوروبي خطيرة جداً، لأنها تهدف إلى تقديم رواية مختلفة عن الصراع في سورية وجعل النظام مظلوماً، وقد رأينا كيف تنعكس هذه المواقف تشدداً متزايداً في سياسات الأسد، ومن المؤكد أن مواقف لوبان وغيرها هي تشجيع على مزيد من القتل وسفك الدماء ضد السوريين". وينوه "دحمان" إلى دور مهم للجاليات وأنصار الثورة في أوروبا حيث "يجب على الجاليات العربية والسورية في فرنسا وعموم أوروبا التعبير عن استنكارهم لهذه التصريحات والتظاهر ضدها وإفهام الرأي العام الأوروبي مدى خطورتها".
ويزيد: "لوبان تريد استقطاب المزيد من المؤيدين لها على حساب الدم السوري، وهذا الأمر يجب فضحه عبر مختلف الوسائل والإمكانيات".
نواب فرنسيون قلة زاروا الأسد أكثر من مرة، وكذلك نواب أوربيون، وعبروا عن دعمهم له في مواجهة "الإرهاب"، ذلك "البعبع" الذي تم تصنيعه في مختبرات مخابرات الأسد وإيران، ليتضح المشهد في مجمله جلياً، فالذين يزورون الأسد من الأوربيين ويرون فيه ضمانة، هم أنفسهم الذين يرون بأن الإسلام "إرهابي"، ويجب محاربته.. وبالتأكيد لم ولن يجدوا أفضل من بشار الأسد عدواً ليس للإسلام فحسب، بكل لكل ما هو إنساني وخيّر.