بلدي نيوز- (خاص)
اعترفت الدولة الكبرى في العالم وحامية حقوق الانسان ومكافحة الإرهاب الأولى "أمريكا" أنها تستخدم "اليورانيوم المنضب" في سوريا خلال حربها على "الإرهاب"، حيث تحدثت عن استخدامه في حوالي ستة آلاف قنبلة، ألقيت على مناطق تنظيم "الدولة" خلال الفترة الماضية.
يمكن القول أن الاعتراف الأمريكي هو مجرد استباق للأحداث، وتنصل من المسؤولية، حيث يدرك أي مختص بالتسليح الغربي أن الذخائر الغربية وبخاصة الأمريكية، المنتجة بعد حرب الخليج الثانية هي ذخائر مدعمة باليورانيوم المنضب بشكل كبير، فهي تستخدم اليورانيوم لتحسين فاعلية هذه الذخائر، وزيادة قدرتها على الخرق والتدمير، ورفع فرصة قتل جميع العناصر ضمن منطقة الاستهداف، سواء بشكل مباشر أو بعد فترة تتراوح من أشهر إلى سنوات، وهذا الأمر يشمل المدنيين في مواقع سقوطها، وبعد انتهاء العمليات العسكرية، حيث يبقى اليورانيوم المنضب لفترات تصل لملايين الأعوام، ويختلط بالبيئة والتربة والغذاء.
يورانيوم "منضب"
يتميز اليورانيوم "المنضب" (والذي يعتبر من النواتج الثانوية لإنتاج اليورانيوم "المخصب" المستخدم في المفاعلات النووية) بأنه يرفع فاعلية الأسلحة بأسلوبين، الأسلوب الأول زيادة شدة التفجيرات الناتجة عن المواد المتفجرة في الرؤوس الحربية، بزيادة الحرارة الناتجة عنها والتشظي الكبير الذي يصدر منها، ما يتسبب بقتل معظم العناصر الموجودين في هدف ما، سواء منزل أو دشمة أو عربة مدرعة أو دبابة، والأثر الثانوي ضد الأشخاص في محيط مكان سقوط المقذوف، فتتسبب الشظايا الصغيرة والغبار المكون من حبيبيات اليورانيوم المنضب بإصابة الاشخاص بالأمراض، بخاصة السرطانات المختلفة عند استنشاقها.
التأثير العسكري الكبير للذخائر المعززة باليورانيوم المنضب يعتبر محدوداً، مقارنة بالأثر البيئي الكبير له، فهو لا يتلاشى بسرعة، بل يتطلب ملايين السنين ليزول تأثيره من المنطقة المستهدفة، خصوصاً مع الاستهداف الكثيف للمناطق في الكثير من المدن، ويمكن اعتبار مدينة "عين العرب" مدينة غير مؤهلة للحياة فيها بشكل آمن، لأن الأمريكان استخدموا ضدها عدداً هائلاً من المقذوفات المتعددة الأنواع، ودمرت جميع المنازل فيها، ما يعني أن نسبة الورانيوم المنضب فيها عالية جدا، وأي جماعة من السكان ستسكنها سوف تصاب بكارثة حقيقية تتمثل بالأمراض المختلفة، وعلى رأسها السرطانات، وأمراض الدم وتشوه الأجنة والعقم والأمراض المختلفة الأخرى.
حيث صدرت العديد من الاتهامات لليورانيوم المنضب أنه المسؤول عن ما يعرف "بمرض حرب الخليج"، والذي أصاب قرابة 120 ألف عنصر أمريكي من الذين شاركوا في الحرب على العراق 1991، حيث شملت الأعراض العديد من الأمراض والسرطانات، والحالات النفسية والعضوية التي أصابت هؤلاء الجنود، إضافة لحالات التشوهات والأمراض العالية جدا التي تسجل في العراق، الذي تعرض لقصف عنيف بالقنابل المعززة باليورانيوم المنضب.
ما فعلته أمريكا باستخدامها اليورانيوم المنضب في سوريا والعراق يجعل المنطقة ككل تعادل في أثرها على السكان تأثير مفاعل "تشرنوبل" في أوكرانيا الذي انفجر منتصف الثمانينات من القرن الماضي ما تسبب بخسائر مادية وبشرية وأضرار بيئية لن تزول خلال ملايين السنبن.