بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
تصدرت محافظة درعا خلال الأيام القليلة الماضية عناوين الأخبار، بعد الإعلان عن بدء معركة "الموت ولا المذلة"، التي غيرت موازين الصراع في الجنوب، وقلبت الطاولة على رأس النظام في أهم النقاط الاستراتيجية له في حي المنشية بمدينة درعا، والذي إذا ما تمكن الثوار من السيطرة عليها، فأنهم سيحكمون سيطرتهم على كامل مدينة درعا نارياً.
ومما لا شك فيه أن عودة درعا البلد مهد الثورة السورية بجامعها العمري منذ ما يزيد عن ست سنوات، كان له أثر كبير في نفوس الثوار، بعد هدوء في المنطقة الجنوبية دام قرابة السنتين، كان آخر معاركها انتصار الثوار في مدينة بصرى الشام الذي انتهى بتحريرها، خاصة مع ما يتم تداوله بين الناس من تهدئة في جنوب سوريا، يتضمن وقفاً لإطلاق النار ووقف الأعمال القتالية على حساب مناطق أخرى من سوريا.
فقد أطلقت غرفة عمليات البنيان المرصوص في مدينة درعا معركة "الموت ولا المذلة"، في يوم الأحد الثاني عشر من الشهر الجاري، بهدف صد محاولة قوات النظام التي حاولت التقدم باتجاه الجمرك القديم في مدينة درعا، وإبعادهم عن مناطق المدنيين بهدف تأمينها بعد ازدياد استخدام قوات النظام لصواريخ الفيل ضد منازل المدنيين والتي خلفت العديد من المجازر.
وقال الناطق الإعلامي باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص في حديث خاص لبلدي نيوز "فصائل غرفة عمليات البنيان المرصوص عازمة وبكل قوتها على تحرير حي المنشية في درعا البلد".
وأضاف الناطق الإعلامي "حالياً يوجد لدينا هدف أساسي هو تحرير حي المنشية من سيطرة قوات النظام، وعند الانتهاء من الحي سيكون لدينا بنك من الأهداف على الطاولة لمناقشتها والعمل عليها، فالمعركة بالأساس لم تتجاوز صد الاقتحام ولكنها تطورت إلى الهجوم، واقتحام مواقع الجيش لتأمين محيط الجمرك، وسر الانتصارات هو اعتمادنا على الله في البداية والإرادة بالتحرير، بالإضافة إلى الخطة العسكرية الجيدة ودقة تنفيذها، فالمعركة أعادت الجنوب إلى نقطة الصفر في الحراك العسكري، والاستمرار بها سيكون له أثر كبير على عموم سوريا بالطبع".
وفي السياق ذاته، تحدث القائد الميداني في غرفة عمليات البنيان المرصوص (أبو همام) لبلدي نيوز بقوله "إن السيطرة على حي المنشية وتحريره من براثن النظام المجرم ستكون قريبة، وذلك بسبب انهيار عصابات الأسد داخل الحي خاصة بعد كسر خطوط الدفاع الأولى، وحالة التخبط والهلع بين صفوف قوات النظام، بعد توغل فصائل غرفة البنيان المرصوص بالحي".
ويضيف (أبو همام) "حي المنشية حصد أرواح الكثير من شباب مدينة درعا، وعانى الكثير من شبابنا في الرباط في هذا الحي، كما أنهك المدنيين بقصفه الهمجي بمختلف أنواع الأسلحة، فقامت غرفة عمليات البنيان المرصوص بتشكيل فريق عسكري ذو خبرة عسكرية، ووضع خطط للتحرير وعملوا على قلب رجل واحد".
ويكمل القائد الميداني (أبو همام) "لدينا أولوية الآن في تحرير الحي بشكل كامل والحفاظ عليه من أي محاولة اقتحام، من الممكن أن تقوم بها قوات النظام؛ فالحي ذو أهمية كبيرة للنظام، ولا يمكن أن يتنازل عنه بسهولة ونحن نعلم مدى صعوبة المعركة وندرك احتمال أن تطول، ونضع الخطط اللازمة لأي هجوم معاكس من قبل هذه العصابات ومنعها من أي تقدم باتجاه المناطق التي تحررت حديثاً".
ويشهد حي المنشية استمرار معركة الموت ولا المذلة إذ تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام المستميتة بالبقاء في الحي والثوار، الذين تمكنوا من أحراز تقدم مهم جدا لليوم السادس على التوالي، في هذا الحي لم يشهده منذ أكثر من خمس سنوات، حيث تمكن الثوار من تحرير حواجز (أبو نجيب، وفرن الرحمن، وروضة العروج)، وجامع المنشية واقترابهم من تحرير حي المنشية بالكامل.