بلدي نيوز – (عمر يوسف)
للمرة الثانية عاود رأس النظام السوري "بشار الأسد" إنكار عمليات الإعدام الجماعية التي كشفها تقرير منظمة العفو الدولية، حول شنق أكثر من 13 ألف معارض للنظام في سجن صيدنايا السيئ الصيت، بين عامي 2011 و2015.
وقال الأسد في مقابلة مع إذاعة "أوروبا 1" و"تي إف 1" الفرنسيتين، ستبث اليوم الخميس، إن "تقرير المنظمة هو تقرير أطفال، ومخجل للغاية، ومن العار أن تبث منظمة عالمية مثلها تقارير ادعائية وكاذبة عن سوريا".
وفي انفصام عن الواقع السوري، قال الأسد إن "في سوريا لا يستعمل التعذيب نحن لا نستعمل أساليب التعذيب في السجون، لأن هذا ليس من شيمنا".
ورفض رأس النظام الأسد في مقابلة اليوم الخميس، السماح لمنظمة العفو الدولية بالدخول إلى سجن صيدنايا قائلًا "لم ولن يحدث هذا، إن هذا العمل يتعلق بالسيادة السورية، ولن نسمح لمنظمة العفو بالمجيء إلى هنا، تحت أي ظرف".
وكانت "العفو الدولية" طالبت الأسد بفتح سجن صيدنايا أمام المحققين، بعد إنكاره للإعدامات الجماعية التي كشفت عنها المنظمة، والتي قالت إنها حدثت بين عامي 2011 و2015.
وطوال سنوات الثورة السورية، دأب الأسد على الكذب وإنكار جرائمه بحق الشعب السوري، فمنذ اليوم الأول اعتبر أن التظاهرات السلمية كانت جزءا من المؤامرة على سوريا، رافضا الاعتراف بأنها ثورة شعبية على نظام حكمه، حيث ابتكرت ماكينته الإعلامية مصطلحات عملت على شيطنة الثورة، وإلباسها لبوس الإرهاب والحديث عن مسلحين مندسين.
كما ظهر الأسد في مقابلات عدة خلال العامين الفائتين، مع وسائل إعلام أوروبية، مدافعا عن سياسة القمع ضد الشعب السوري، ليظهر نفسه بأنه يحارب الإرهاب الذي تتعرض له سوريا، في الوقت الذي كذب فيه معظم الأدلة التي تدينه، والتي حملها الصحفيون له في مقابلاتهم معه.
ولعل أشد حالات التمادي في الكذب على وسائل الإعلام هي إنكاره لإلقاء البراميل المتفجرة على المدن السورية والأحياء السكنية، إضافة إلى أنه كذب الصورة التي نالت شهرة عالمية للطفل الحلبي "عمران" وهو في حال ذهول وصمت، بعد إخراجه من تحت الأنقاض، وهو الأمر الذي تطرقت إليه زوجته "أسماء الأسد" في إحدى مقابلاتها المتلفزة، وهو ما يكشف تماهي الكذب بين الطرفين.
"كلها فوتوشوب".. هكذا أنكر الأسد جرائمه الموصوفة والموثقة بالأدلة والشهادات والصور والوثائق، مكتفيا بتفسير كل ماحدث بأنه يمكن استخدام برنامج الفوتوشوب لتزوير "الحقيقة"، وهو ما دعا أحد الصحفيين الأوروبيين الذين قابلوه قبل أشهر بتوصيف حالته قائلا: "هذا الرجل.. إما أنه مجنون أو كذاب كبير محترف".