بلدي نيوز - إدلب (محمد كركص)
شهدت مخيمات النازحين بريف إدلب مؤخراً، ظاهرة احتراق الخيام، بسبب المدافئ، والتي يُستخدم لها نوع من الديزل المكرر الرديء، الذي أودى بحياة العديد من سكان المخيمات.
فنتيجة البرد القارس، وسوء أوضاع النازحين المعيشية، والغلاء الكبير للحطب والمحروقات، ومع تدني أسعار المحروقات المكررة يدوياً، أُجبر الناس على استخدام المازوت المكرر لرخص سعره وتناسبه بشكل ما مع الدخل البسيط للعائلات النازحة.
حرائق بالجملة في عدة مخيمات بريف إدلب، أسفرت عن وفاة العشرات خلال الأشهر الماضية، جُلهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن الخسائر المادية لهذه الحرائق، لتتحول هذه الحرائق إلى هاجس مرعب يلاحق النازحين في مناطق الشمال السوري.
فمنذ أشهر اندلع حريق في مدينة دركوش بريف إدلب الغربي، ما أدى لإصابة طفل بحروق واحتراق المنزل بالكامل نتيجة استخدام المازوت المخلوط بمادة البنزين، كما نشب حريق في منطقة حارم نتيجة انفجار عبوة من المازوت أدت إلى إصابة امرأة بحروق خطيرة، كما استشهدت عائلة كاملة في ريف إدلب نتيجة اشتعال المدفأة المنزلية في ساعة متأخرة من الليل.
وفي السياق ذاته، توفيت امرأة وطفل يوم أمس الأربعاء، جراء حريق في إحدى خيام مخيم الزوف بريف إدلب الغربي، بسبب الوقود أيضاً، حيث بات التجار يخلطون مادة الكاز بالبنزين.
يقول (أحمد عبد الله) من أهالي المخيم لبلدي نيوز: "نحن نشتري المازوت المكرر بسبب سعره المتدني مقارنة مع المازوت الصافي، إلا أن بعض التجار يخلطون المازوت بالكاز ويبيعوننا إياه على أنه مازوت مكرر بطريقة ممتازة، لا يتجمد ولا ينفجر، والكاز يحتوي على شوائب من البنزين التي تسبب انفجارات المدافئ".
أحدث هذه الحرائق كانت صباح اليوم الخميس، حيث توفي طفل وأُصيب شقيقه بحروق خطرة، جراء احتراق منزلهم بسبب المازوت أيضاً، ويعتقد معظم الأهالي أن الغش وخلط المواد مع المازوت هو السبب الأساسي لهذه الحوادث.
يذكر أن مخيمات النازحين في الشمال السوري وفي ريف إدلب، تعاني من أوضاع إنسانية صعبة، نتيجة برودة الطقس وقلة المساعدات الإنسانية من المنظمات، وعدم قدرة المنظمات الإنسانية الناشطة، على استيعاب هذا الكم الهائل من النازحين، إضافة لسوء الخدمات الصحية وقلة فرص العمل.
