"عمر" العائد للحياة.. يروي تفاصيل الموت بمضايا - It's Over 9000!

"عمر" العائد للحياة.. يروي تفاصيل الموت بمضايا

بلدي نيوز – (جواد عمر)

يروي "عمر" وهو إعلامي مركز الدفاع المدني في بلدة مضايا، بحرقة، تفاصيل ذاك اليوم الذي لا يمكن أن ينسى تاريخه أبدا في 15-12-2016 يوم استشهاد اثنين من رفاقه في المركز وإصابته، في صورة تلازمه طوال الوقت.

يقول "عمر" لبلدي نيوز: "منذ أسبوع قبل ذلك اليوم ونحن نتعرض لقصف مدفعي عنيف ورشاشات ثقيلة وقنص وغيره، وتعرض مركزنا لقصف عنيف والنقطة الطبية أيضا ومكاتب المجلس المحلي، في محاولة واضحة لقوات النظام لإنهاء الحياة في بلدتي مضايا وبقين، لكن في ذاك اليوم تحديدا قام النظام بتصعيد عنيف جدا.. ولكن ولله الحمد لم يصب أحد بأذى ولو خدوش، ليثور قائد ميليشيا "حزب الله" اللبناني ويطلب من عناصره على الأجهزة إيقاع إصابات بين الأهالي".

وأضاف "في ذلك اليوم قام الطيران المروحي باستهداف المنطقة بأربعة براميل متفجرة استهدفت منازل المدنيين بشكل مباشر، مما أدى لوقوع جرحى بينهم حالات خطرة، فذهبنا من المركز برفقة زمرة مسعفين وسيارة الإسعاف الوحيدة إلى مكان الاستهداف، حيث ذهبنا سيرا على الأقدام والسيارة فيها السائق فقط خشية من استهدافها خاصة أن القناصين أصبحوا يتنافسون بإصابتها وقتل من فيها".

ويتابع "مع وصول الطائرة الثانية وإلقائها عدة براميل، هوى أحد البراميل بشكل عنيف، كل ما أذكره صوت آمر الزمرة وهو ينادي (انبطحوا)، ومع وصول البرميل للأرض وخلال ثوان قليلة استعادت ذاكرتي أحداث حياتي أمامي وكأنني أشاهد فيلماً وثائقياً، عادت بي لأيام الدراسة وخطبتي وزواجي وأول مصاب أسعفته وصوراً عديدة من حياتي".

وانقضت تلك الثواني بوصول الأهالي لإسعافنا هذه المرة، حيث انقلبت الأدوار وأتوا لإسعافنا لينهضني أحدهم ويصرخ في وجهي والضوء قوي مسلط نحو عيني بجملة: أنت حي أنت حي.. ويحمد الله كثيرا ومن ثم يبدأ الأهالي بسحب الجثث وإسعافنا، قبل أن تبدأ مدفعية النظام بقصف المكان لتسقط أول القذائف بقربنا، حيث قمت أنا وصديقي المصاب بإصابة حرجة بالزحف لمسافة تزيد عن 200 متر تحت القذائف لا أعرف لغاية اللحظة القوة التي دفعتني وأنا مصاب لأن أحمل صديقي آمر الزمرة الذي حجمه ضعفي حجمي ووزني وأزحف به باتجاه أي مكان بعيد عن مكان القصف لكي لا نستشهد نحن أيضا، وكنت أرى الكثير يقومون بالزحف مثلنا مما دفع الأمل لقلبي وكنت متأكدا أن أصدقائي بينهم".

ويستطرد: "بعد أن هدأت نيران المدافع وصلت سيارة الإسعاف حيث تم نقلنا لأحد الأقبية لإجراء الإسعافات الأولية لنا، وتبدأ رحلة العلاج، ومع هول الحدث لم يغب عن خاطري السؤال على رفقائي في المركز، ومع تكرار السؤال ولم أجد من يجيبني أيقنت أن من بينهم شهداء لاسيما بعد أن دخل للنقطة واحد من أبائهم وهو يبكيه، حيث كدت أن أفارق الحياة من جديد لما واجهته من حزن وأم مرير".

مقالات ذات صلة

القوات الروسية تجري تدريبات مشتركة مع قوات النظام في طرطوس

"الشبيبة الثورية" تحرق أحد مقرات "الوطني الكردي" في الحسكة

نظام الأسد يدعو للاستثمار ويتعهد بكسر الحصار الاقتصادي

صيف سوريا سيبدأ في أيار المقبل

إدانة أمريكية لاستهداف قواتها شرقي سوريا

شهيد مدني بقصف النظام على ريف حلب